ثقافة اسلامية
ليس ابن رشد فقط.. فلاسفة مسلمون يعرفهم الغرب
نهلت الحضارة الأوروبية من الحضارة الإسلامية العديد من الأفكار والرؤى التى ساعدتها فى بدء مجدها العلمى والتفكيرى، وذلك فيما يطلق عليه عصر النهضة. وكان للكثير من العلماء والفلاسفة المسلمين الفضل فى عودة القارة العجوز واستيقاظها من غفوتها.
ومن بين الفلاسفة المسلمين الذين كان لهم أثر فى الحضارة الأوروبية أبو الوليد ابن رشد، ولعله الأكثر “صيتا” بين قرنائه من فلاسفة المسلمين، والأكثر حظا فى التناول والتعريف به وبمشروعه.
لكن ابن رشد لم يكن وحده الذى أبهر وترك أثرا فى أوروبا، فالحضارة الغربية استفادت كثيرا من فلسفة وأفكار ابن رشد، وابن سينا، والفارابى، وابن خلدون، وجابر بن حيان، وغيرهم، ولعل الدليل على تأثر تلك الثقافة بأفكار هؤلاء أنها وضعت أسماء لاتينية لعدد كبير منهم: ابن رشد Averroes، ابن سینا Avicenna، الفارابى Alpharabius، جابر بن حیانGeber.
وبحسب دراسة بعنوان “تأثير علماء وفلاسفة العرب على الحضارة الأوربية” للباحث بطرس بيو، نشرها موقع الحوار المتمدين، فإن الغرب لم يعرفوا أعمال أرسطو إلا من خلال مقدمة ابن خلدون، والتى ترجمت إلى اللغة اللاتينية، ولا تزال تدرس فى عدد من الجامعات هناك، كما أن ابن سينا قدم موسوعة طبية، كانت تدرس فى الجامعات الأوربية مع كتابه “الشفاء” وكانا من أهم المراجع العلمية فى الطب حتى وقت قريب، وكان يطلق على الفارابى لقب “المدرس الثانى” باعتبار أن المدرس الأول هو أرسطو، وجابر ابن حيان هو من ابتكر الجبر فى الرياضيات، وكان له فضل كبير فى علو شأن ذلك العلم فى القارة العجوز.
وبحسب كتاب “أثر العرب فى الحضارة الأوروبية” للأديب عباس العقاد، إنه لعل هؤلاء الفلاسفة الأندلسون هم أحق الفلاسفة المسلمين بالتنويه بهم فى معرض الكلام على توجه الأوروبيين إلى البحوث الفلسفية والدراسات المنطقية، فإن فلاسفة الشرق كالفارابى وابن سينا وغيرهما لم ينتشروا بين الطلاب الأوروبيين عامة إلا من هذا الطريق، وكان الفضل المباشر فى تعريف الأوروبيين بأمثال ابن باجة وابن طفيل، وابن رشد، وبن زهر، وغيرهم ممن زاولوا الفلسفة والطب.