ثقافة عالمية
قصة اعتقال جيفارا فى بوليفيا
لم يكن المناضل تشى جيفارا، يتوقع أن تكون نهايته، بهذه الدرجة المأساوية، بعدما قضى حياته، البسيطة والقصيرة، فى النضال والدفاع عن حقوق البسطاء يقود الثورة ضد المستبدين.
فى 8 أكتوبر 1967، بدأت قصة المناضل اللاتينى الشهير تستعد لنهايتها النضالية وتكتب كلمة النهاية فى حياته الثورية العظيمة، بعدما تم القبض عليه وأعوانه في بوليفيا.
القصة وأبعادها، كما ذكرها كتاب “جيفارا .. قديس الثورة .. وأمير الثوار” للكاتب عصام عبد الفتاح، بدأت فى إبريل عام 1967، عندما ألقى القبض على المفكر الماركسى الفرنسى ريجيس دوبريه، وتم اتهامه بالتعاون مع جيفارا وأنصاره، وسجنه وتعذيبه لتنتزع المخابرات الأمريكية، منه اعترافا بمكان جيفارا، وتحت قسوة التعذيب يعترف دوبريه بمكان جيفارا ببوليفيا.
وحينها انتشر الجنود لمتشيط المنطقة بحثا عن فريستهم ومن معه، كانوا أربعين رجلا ضعفاء وجائعين، وهم آخر ما تبقى له من أنصار، وكانوا فى هذه اللحظة متفرقين عن بعضهم فى الأدغال.
وبعد فترة قصيرة، أعلن رئيس الجمهورية البوليفية الجنرال رونيه بارينتوس بأنه واثق هذه المرة من القبض على جيفارا حيا أو ميتا، ولم يكن يعتمد بارينتوس مطاردته على رجاله وحدهم، بل جند بعض رجال العصابات الذين تخلوا عن جيفارا وحاولوا الكشف عن مكانه، بل كان يعتمد على قوات متخصصة فى حرب العصابات، والتصدى للثوار بوسائل علمية مدروسة.
ففى بنما أنشات وزارة الدفاع مدرسة حربية منذ عام 1949، وسلمتها للجنرال بورتر، لتدريب الجنود الأمريكيون من مختلف أنحاء أمريكا الجنوبية والشمالية، بكفاءة علمية عالية، وجاء الوقت ليقوم متدربو هذه المدرسة بدورهم المنوط، وذلك حين جاء خريف عام 1967، حين نصبوا فخا ونجحوا فى اعتقال جيفارا، بعدما نجحوا فى البداية من اعتقال رجال من أنصاره، اعترفوا أنهم من رجاله وأنه موجود فى منطقة فاليجراندى، وأبلغوا القوات حينها أن الربو اشتد على جيفارا ولم يعد يستطيع التنفس إلا بصعوبة، وأنه لا يتحرك إلا على ظهر بغل، ولا يهتم بشىء.
وفى يوم 8 أكتوبر، وفى إحدى الوديان الضيفة هاجمت قوات الجيش البوليفى، المكونة من 1500 فرد، مجموعة جيفارا وعددها 16 رجلا، وظلت المعركدة لمدة 6 ساعات، راح فيها كل رجال جيفارا، وتم القبض عليه بعد أن فرغ مسدسه تماما، ولم يكن معه أية أسلحة أخرى.