فنون عالمية

Den Skyldige أو The Guilty.. فيلم يوجه ضربة لشائعات النساء ضد الرجال

على مدار 85 دقيقة، يتابع المشاهد لفيلم The Guilty أو Den Skyldige ضابط شرطة سابق، يتلقى العديد من مكالمات الطوارئ، ليقوم بدوره فى محاولات مساعدة وإنقاذ هذه الحالات مما تتعرض له، سواء كانت حالات سرقة، أو إصابات، إلى حالات استغاثة مثل الخطف.

85 دقيقة لا نرى فيها ضابط الشرطة السابق، إلا بين أصدقائه فى العمل فى صالة تلقى الاتصالات، أو فى الغرفة التى فضل المكوث فيها لمتابعة حالة شديدة الخطورة، إلا أن الاتصالات التى كان يتلقاها وما تحمله من تفاصيل، كانت كفيلة لترسم فى مخيلة المشاهد، صورة لواقعها، لكن فى الحقيقة فإن هذا ما لا يهمنا هنا، إذ أنها ليست المرة الأولى التى نرى فيها فيلما عن هذه الشخصية، ولهذا وكما اعتدنا فإن السؤال الذى نطرحه، أو أطرحه من وجهة على نفسى للإجابة عليه، هو ما الذى قدمه هذا الفيلم؟، وما هى الرسالة التى ينبغى علىّ الاستفادة منها.

برأيى أن الرسالة التى يقدمها فيلم The Guilty أو Den Skyldige تكمن فى تلك اللحظة التى اكتشف فيها ضابط الشرطة السابق بعد انشغاله وتوتره واهتمامه بالمرأة التى اتصلت به لتعلمه أنه تم اختطافها من قبل زوجها السابق، بأن هى من قتلت ابنها، وأن زوجها الذى تزعم قيامه باختطافها لم يكن كما تصور، وهو ما تجسد على ملامح ضابط الشرطة من دهشة وذهول، جعلته يعبر عن غضبه وهو يستمع لصديقه الذى يقرأ له ما وجده فى الأوراق الطبية.

فى تلك اللحظة تحديدا، بعث الفيلم برسالته للمشاهدين، إلى أولئك الذين يصدقون كل ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وبخاصة حينما تقوم امرأة بزعم تعرضها للتحرش من قبل شخص ما، أو تلك الحوادث المشابهة، دون أى محاولة للبحث عن الحقيقة، وهى مرات لا تعد ولا تحصى، فكم مرة رأينا فيها مثل هذه المواقف، ورأينا الكم المهول من حملات التضامن والتشهير بأشخاص، دون أن يقوم أى شخص بتحرى الحقيقة.

تلك الرسالة التى بعثها فيلم The Guilty أو Den Skyldige إلى المشاهدين فى كافة أنحاء العالم، لخصها فى الاضطراب الشخصى، أو معاناة المرأة، الأم، من حالة انفصام فى الشخصية، حتى أنها لم تعلم بقتلها لابنها الصغير، إلا فيما بعد، فقط رسمت صورة لزوجها السابق، جعلت المشاهد يتضامن معها ضده، وما جعله يصدق فى البداية، هو أنه سبق وتم القبض عليه لتعاطيه المخدرات، لكن أحداث الفيلم كشفت فيما بعد أن الرجل لم يسع لتشويه صورة المرأة التى كانت فى يوم من الأيام زوجته، بل كان يجيب على اتصالات الضابط المتكررة بأن هذا الأمر لا يعنيك.

استطاع فيلم The Guilty أو Den Skyldige أن يجذب المشاهد وأن يجبره دون أدنى إرادة منه على تصديق الصورة السيئة للرجل، من خلال الطفلة، التى قالت للضابط أثناء المحادثة الهاتفية أن والدها كان يصرخ فى أمه، وفى الطفل، وطلب منها عدم دخولها لغرفته، لكن الضابط من خلال معاونة أحد الأصدقاء، تكشفت له الحقيقة، من خلال الأوراق الطبية التى وجدها، وعلم منها أن الزوجة تعانى من مرض نفسى، وأن الزوج السابق، لم يختطفها، بل اصطحبها إلى المصحة النفسية

ربما لم تكن رؤيتى لهذه الرسالة هو ما سعى إليه كاتب سيناريو الفيلم ومخرجه، وربما تكون كذلك، لكننى رأيتها هكذا خاصة وأننا فى وقت أصبحت فيه ادعاءات التحرش فى الغرب قبل العالم العربى مثل تحية “صباح الخير”، ناهيك عن الإشاعات التى يتم تداولها دون أدنى محاولة للتأكد من مصداقيتها.

عبر فيلم The Guilty أو Den Skyldige عن الأضرار التى تلحق بالطرف الآخر حينما نساهم بحسن نية فى معاقبته على أمر صدقناه نحن، وهو على غير الحقيقة، وهو ما يتعرض له كل من يتم يصدر ضده إشاعة، ونشارك فيها دون أن نتحقق من مصداقيتها.

يشار إلى أن الشركة المنتجة لفيلم الجريمة الفرنسى The Guilty طرحته فى 19 أكتوبر 2018 فى الولايات المتحدة، وهو من إخراج جوستاف مولر، والذى شارك فى كتابة الفيلم جنبا إلى جنب مع المؤلف اميل نايجارد البيرتسن

والفيلم من بطولة جايكوب سيدريجن، وجيسيكا ديناج، وعمر الشرقاوى، ويوهان أولسن، ويعقوب لومان، وجانيت ليندبيك، وسيمون بنيبيرج.

اترك تعليقاً

إغلاق