ثقافة عالمية
صراع العلم والدين.. الإنسان العاقل متى عرفته الأرض؟
ينتمى جميع الناس الذين يعيشون في زمننا الحالى إلى نوع (الهوموسابيان)، وهذه الكلمة تعنى الإنسان العاقل، وهو النوع الوحيد الذي لم ينقرض مثل باقى الأنواع، حيث تطور مؤخرا نسبيا لكن مع الثقافة والتكنولوجيا المعقدة تمكّن من الانتشار فى جميع أنحاء العالم واحتلال مجموعة من البيئات المختلفة.
ويعرف الإنسان الحديث، أيضا، بالإنسان المعاصر، وهو ما نحن عليه اليوم، وبالمقارنة مع الإنسان العاقل البدائى أو القديم فإن الإنسان الحديث أصبح كما نلاحظ اليوم أصغر حجما وأصبح حجم دماغه أصغر، كما هناك تضاؤل فى حجم الفك أيضا، هذا وتطور الإنسان الحديث من ناحية الفكر وإنتاج الفن.
لكن يبقى السؤال متى ظهر الإنسان الحالى على الأرض، وكيف كانت البداية لظهوره بهذا الشكل، وهل ظهر فى أفريقيا أم في أوروبا؟
ويعتقد أن الإنسان المعاصر الفصيل الوحيد الذى لم ينقرض من الأناسى أو “هومو” هو أنه ظهر قبل حوالى مائتى ألف عام فى مكان ما بالقرب من الأخدود الأفريقى العظيم، وبحسب ما نشرته إذاعة “دويتش فيله” الألمانية، ذكرت أبحاث حديثة أن الرحلة الأولى للإنسان العاقل (هومو سابينس) من أفريقيا كانت قبل نحو 100 ألف عام وباتجاه الشرق الأوسط وحدث هناك أول تزاوج داخلى بين النوع البشرى (هومو سابينس) وإنسان النياندرتال.
وتطرح الأبحاث التي توضح حدوث تزاوج داخلى بين النوع البشري (هومو سابينس) أو الإنسان العاقل وإنسان النياندرتال منذ نحو 100 ألف عام، أدلة مثيرة على أن الإنسان الحديث ارتحل من القارة الأفريقية فى وقت أقدم بكثير مما كان يعتقد من قبل على الرغم من أنه يبدو أن هذه الرحلة باءت بالفشل.
إلا أن فريق بحثى بقيادة “جان جاك هابلين” من مؤسسة ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية، اكتشف أن الإنسان العاقل عاش قبل ثلاثمائة ألف سنة، في جبل إيجود (Jebel Irhoud) بالمغرب.
ويرجح الباحث من متحف التاريخ الطبيعي فى لندن، كريس سترينجر، أن “السلف المباشر للبشر المعاصرين ربما نشأ فى أفريقيا منذ حوالي 500 مليون سنة وتطوروا إلى مجموعات منفصلة”.
ورجح باحثون أن سكان آسيا وأوروبا على ما يبدو انشق عن “الجينوم” المصرية منذ حوالى 55000 سنة، فى حين كانت آخر مشاركة سلف مشترك مع سكان الإثيوبية قبل 65000 عام، وهو ما يشير فى النهاية إلى أن مصر كانت من الأرجح البوابة التى انتشر من خلالها الإنسان العاقل من أفريقيا إلى جميع أنحاء العالم.
والتفسيرات السابقة كلها تفسيرات علمية باحثة، اعتمدت على دراسات واكتشافات وحفريات أثرية، وهى ما تتنافى بشكل كلى مع المعتقد الدينى، إذ يعتقد أصحاب الأديان الإبراهيمية، وعدد من الأديان الأخرى، أن الله خلق جسم الإنسان بکافة تفاصیله من الطین، ثم قام بنفخ الروح فیه باعتبار أن الإنسان حسب المنظور الدیني یتکون من الجسد والروح،و ورد في سورة التين قوله تعالى: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم”.
(اليوم السابع)