تاريخثقافة اسلاميةسلايد 1
نشأة النبى محمد وحسن خلقه فى طفولته.. ما يقوله التراث الإسلامى
كانت نشأة النبى محمد عليه الصلاة والسلام، محمية من الله، فقد ذكرت كتب السيرة الكثير من مروءته وحسن خلقه، وأشارت إلى كيف كانت يد الله تحميه من كل سوء، وسنعرف ما قالته كتب التراث فى ذلك.
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان “فصل فى منشئه ومرباه عليه الصلاة والسلام”:
قال محمد بن إسحاق: فشب رسول الله ﷺ يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية، لما يريد من كرامته ورسالته، حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقا، وأكرمهم حسبا، وأحسنهم جوارا، وأعظمهم حلما، وأصدقهم حديثا، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التى تدنس الرجال تنزها وتكرما، حتى ما اسمه فى قومه إلا الأمين، لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة.
وكان رسول الله ﷺ – فيما ذكر لى – يحدث عما كان الله يحفظه به فى صغره وأمر جاهليته، أنه قال:
” لقد رأيتنى فى غلمان من قريش ننقل الحجارة لبعض ما يلعب الغلمان كلنا قد تعرى، وأخذ إزاره وجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة، فإنى لأقبل معهم كذلك وأدبر، إذ لكمنى لاكم ما أراه لكمة وجيعة، ثم قال: شدَّ عليه إزارك.
قال: فأخذته فشددته على، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي، وإزارى على من بين أصحابى”.
وهذه القصة شبيهة بما فى (الصحيح) عند بناء الكعبة، حين كان ينقل هو وعمه العباس، فإن لم تكنها فهى متقدمة عليها كالتوطئة لها والله أعلم.
وقال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج، أخبرنى عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: لما بنيت الكعبة ذهب رسول الله ﷺ ينقل الحجارة، فقال العباس لرسول الله ﷺ: اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة ففعل، فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء.
ثم قام فقال: “إزارى”.
فشد عليه إزاره.
أخرجاه فى (الصحيحين) من حديث عبد الرزاق.
وأخرجاه أيضا: من حديث روح بن عبادة عن زكرياء بن أبى إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن جابر بنحوه.
وقال البيهقى: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبى عمرو قالا: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا محمد بن بكير الحضرمى، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، حدثنا عمرو بن أبى قيس، عن سماك، عن عكرمة، حدثنى ابن عباس، عن أبيه: أنه كان ينقل الحجارة إلى البيت، حين بنت قريش البيت.
قال: وأفردت قريش رجلين رجلين، الرجال ينقلون الحجارة، وكانت النساء تنقل الشيد، قال: فكنت أنا وابن أخى، وكنا نحمل على رقابنا، وإزارنا تحت الحجارة، فإذا غشينا الناس ائتزرنا، فبينما أنا أمشى ومحمد أمامى، قال: فخر وانبطح على وجهه، فجئت أسعى وألقيت حجري، وهو ينظر إلى السماء فقلت:، ما شأنك؟ فقام وأخذ إزاره قال:
“إنى نهيت أن أمشى عريانا “.
قال: وكنت أكتمها من الناس مخافة أن يقولوا مجنون.
المصدر: اليوم السابع