نقرأ معا كتاب “الوطن في الإسلام.. بين الشريعة ومزاعم المتطرفين” لـ حسن محمد المرزوفى، والصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ويقول الكتاب اختلفت النظرة فى حب الوطن بين مُغالٍ يرى أن الوطن مُقدَّمٌ على كل شىء، وآخر يحتقر الوطن وينبذه، إذ ما انفكت الساحات الفكرية، ولاسيما الإلكترونية منها، تشهد جدلاً واسعاً حول العلاقة بين الشريعة والوطن، وفق نظرات شتى، ذهبت أولاها إلى تقديس كل ما يمجد الوطن، واعتبر من يُقدِّم الدين عليه رجعياً، بل يعتبر خائناً ومتآمراً على الوطن مع الأعداء، شرقيين كانوا أو غربيين، وإحلال عبادة الوطن وتقديمها على عبادة الله وحده.
بينما ذهبت النظرة الثانية، التى تبناها الإسلاميون، إلى احتقار كل ما يمتّ إلى الوطن بِصِلة، ووصف الوطن بكل ما هو قبيح، بل ظهرت كتابات وألفاظ تصف الوطن بالوثن، وتجعل كل من يدافع عن ارتباط الإنسان به منحرفاً عن المنهج الإسلامى الصحيح.
أما النظرة الثالثة: وهى النظرة الوسطية لحب الوطن، التى يتبناها الباحث، فإنها تؤسس لنظرة شرعية ترى أن حبّ الوطن أمر غريزى جِبِلّى، أقرّته نصوص شرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فضلاً عن أقوال السابقين، فليس من التعصب أن يحبّ الرجل أهله وقومه، لكن هذا الحب لا بد من أن يتحول من مشاعر تختلج فى الصدر إلى أفعال تطبيقية، فالفكرة التى يعرضها الباحث هنا، هى كيفية التعبير عن حب الوطن والحاجة إلى تجسيده فى أفعال عملية.
ومن هنا ناقش الباحث عدة نقاط منها: ماهية الوطن ودعوى المتطرفين، حب الوطن من خلال القرآن الكريم، حب الوطن من خلال السنة النبوية، حب الوطن عند السابقين من الأئمة وغيرهم من المفكرين والفلاسفة وفى الفروع الفقهية.
المصدر: اليوم السابع