واحد من علامات الأدب العربى الحديث، لقبه مبدعو عصره بـ”العميد” فكان عميدا للأدب والثقافة العربية وملهمنا الذى لا تغيب إبداعاته، فلا تزال أفكاره ومواقفه تثير الجدل حتى اليوم، كان من أوائل من حصلوا على الدكتوراه فى أدبنا العربى، ويعده البعض أبرز أعلام الحركة العربية الأدبية، أنه المفكر الكبير الدكتور طه حسين.
وتمر اليوم الذكرى الـ47 على رحيل عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، إذ رحل عن عالمنا فى 28 أكتوبر عام 1973، عُرف طه حسين، الأديب والكاتب المصرى بتأثيره على الحركة الأدبية الحديثة فى الوطن العربى وشمال أفريقيا، كما أثر على حركة النهضة المصرية والحداثة فى الأدب العربى الحديث، وقد رُشح طه حسين لجائزة نوبل للأدب أربعة عشر مرة.
ولد “طه حسين على بن سلامة” يوم الجمعة 15 نوفمبر 1889، وكان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه حسين، وخامس أحد عشر من أشقائهِ، فى قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا فى الصعيد الأوسط المصرى ولم يمر على عينى الطفل أربعة من الأعوام حتى أصيبتا بالرمد مما أصابه بالعمى بسبب استدعاء أهله لحلاق القرية بدلا من الطبيب، فأنطفئ نور عينه إلى الأبد.
التحق فى صغره بالكُتَّاب، ثم أُرسل إلى جامعة الأزهر، حيث اكتسب معرفةً دقيقة بالفقه والأدب العربى بالطريقة التقليدية. شعر بخيبة أملٍ عميقة من طريقة تفكير معلميه التى تخلو من الإبداع.
فى عام 1908، وصلته أخبار عن تأسيس جامعة علمانية جديدة كجزءٍ من الجهد الوطنى فى سبيل تعزيز وتطوير التعليم فى مصر تحت حكم الاحتلال البريطاني، وكان حريصًا جدًا على دخول هذه الجامعة. على الرغم من أنه كان كفيف البصر وفقيرًا، ولكنه استطاع أن يتغلب على العديد من العقبات. تم قبوله فى تلك الجامعة، وقال فى وقتٍ لاحق فى مذكراته “الأيام” أنّه شعر بأن أبواب المعرفة قد افتتحت له منذ ذلك اليوم. فى عام 1914، كان أول خريجٍ من هذه الجامعة، حيث حصل على الدكتوراه مع أطروحته عن الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري.
ثم حصل على شهادة الدكتوراه الثانية فى الفلسفة الاجتماعية فى عام 1917 من جامعة السوربون فى باريس. وفى عام 1919، حصل على دبلوم فى الحضارة الرومانية من الجامعة ذاتها. فى عام 1919، تم تعيينه أستاذًا للتاريخ فى الجامعة المصرية.
تولى منصب وزير للتربية والتعليم فى عام 1950، تمكن من وضع شعاره “التعليم كالماء الذى نشربه، والهواء الذى نتنفسه” حيز التنفيذ، نجح فى جعل التعليم الابتدائى والثانوى متاحًا للجميع. يمكننا القول بإن ملايين المصريين يدينون لطه حسين بمحو الأمية.
يمكن تقسيم أعمال طه حسين إلى ثلاث فئات: الدراسة العلمية للأدب العربى والتاريخ الإسلامي، والأعمال الأدبية الإبداعية مع المحتوى الاجتماعى لمكافحة الفقر والجهل، والقوانين السياسية. اتجه طه حسين للنشر فى صحيفتين كان رئيس تحريرهما بعد طرده من منصبه كأستاذٍ للأدب العربى الكلاسيكى فى الجامعة المصرية، جاء طرده نتيجة لرد فعل الجمهور على كتابه “فى الشعر الجاهلي”.
إن الجزء الأكبر من شريعة طه حسين الشخصية متأثرةٌ فى الأساس بالثقافة اليونانية. أصدر طه حسين كتابًا بعنوان “الصفحات المختارة” من الشعر اليونانى الدرامى عام 1920 ومجلدًا آخر بعنوان “النظام الأثيني” فى عام 1921، و”قادة الفكر” فى عام 1925. وهكذا، فإن الصلة بين ثقافته العربية مع الثقافة اليونانية كانت نقطة تحوله إلى مفكر.
المصدر: اليوم السابع