ثقافة اسلاميةسلايد 1
من قتل أمية بن خلف؟.. ما يقوله التراث الإسلامى
شهدت معركة بدر الكبرى كثير، ومنه مقتل عدد من كبار الكافرين، ومنهم أمية بن خلف، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان “فصل فى مقتل أمية بن خلف”:
قال ابن إسحاق: وحدثنى يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، وحدثنيه أيضا عبد الله بن أبى بكر وغيرهما، عن عبد الرحمن ابن عوف قال: كان أمية بن خلف لى صديقا بمكة، وكان اسمى عبد عمرو، فتسميت حين أسلمت عبد الرحمن، فكان يلقانى ونحن بمكة فيقول: يا عبد عمرو
أرغبت عن اسم سماكه أبوك؟
قال: فأقول: نعم!
قال: فإنى لا أعرف الرحمن، فاجعل بينى وبينك شيئا أدعوك به، أما أنت فلا تجيبنى باسمك الأول، وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف.
قال: وكان إذا دعانى يا عبد عمرو لم أجبه.
قال: فقلت له: يا أبا على اجعل ما شئت.
قال: فأنت عبد الإله.
قال: قلت: نعم!
قال: فكنت إذا مررت به قال: يا عبد الإله فأجيبه فأتحدث معه، حتى إذا كان يوم بدر، مررت به وهو واقف مع ابنه على وهو آخذ بيده، قال: ومعى أدراع لى قد استلبتها، فأنا أحملها فلما رآنى.
قال: يا عبد عمرو فلم أجبه.
فقال: يا عبد الإله.
فقلت: نعم!
قال: هل لك فى فأنا خير لك من هذه الأدراع التى معك؟
قال: قلت: نعم هاالله.
قال: فطرحت الأدراع من يدي، وأخذت بيده وبيد ابنه.
وهو يقول: ما رأيت كاليوم قط، أما لكم حاجة فى اللبن؟
قال: ثم خرجت أمشى بهما.
قال ابن إسحاق: حدثنى عبد الواحد بن أبى عون، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف.
قال: قال لى أمية ابن خلف وأنا بينه وبين ابنه آخذا بأيديهما: يا عبد الإله من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة فى صدره؟
قال: قلت: حمزة.
قال: ذاك الذى فعل بنا الأفاعيل.
قال عبد الرحمن: فوالله إنى لأقودهما إذ رآه بلال معى – وكان هو الذى يعذب بلالا بمكة على ترك الإسلام – فلما رآه قال: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا، قال: قلت: أى بلال أسيرى، قال: لا نجوت إن نجا.
ثم قال: صرخ بأعلى صوته يا أنصار الله! رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا، فأحاطوا بنا حتى جعلونا فى مثل المسكة فأنا أذب عنه، قال: فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه فوقع، وصاح أمية صيحة ما سمعت بمثلها قط.
قال: قلت: أنج بنفسك ولا نجاء بك، فوالله ما أغنى عنك شيئا.
قال: فهبروهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما.
قال: فكان عبد الرحمن يقول: يرحم الله بلالا فجعنى بأدراعى وبأسيريّ.
وهكذا رواه البخارى فى (صحيحه) قريبا من هذا السياق فقال فى (الوكالة): حدثنا عبد العزيز – هو ابن عبد الله – حدثنا يوسف – هو ابن الماجشون – عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف.
قال: كاتبت أمية بن خلف كتابا بأن يحفظنى فى صاغيتى بمكة وأحفظه فى صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت الرحمن قال: لا أعرف الرحمن، كاتبنى باسمك الذى كان فى الجاهلية فكاتبته عبد عمرو، فلما كان يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزه حين نام الناس فأبصره بلال فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار فقال: أمية بن خلف؟! لا نجوت إن نجا أمية بن خلف.
فخرج معه فريق من الأنصار فى آثارنا، فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه، ثم أتوا حتى تبعونا وكان رجلا ثقيلا، فلما أدركونا قلت له: أبرك فبرك، فألقيت عليه نفسى لأمنعه فتخللوه بالسيوف من تحتى حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلى بسيفه فكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك فى ظهر قدمه، سمع يوسف صالحا وإبراهيم أباه.
تفرد به البخارى من بينهم كلهم.
وفى مسند رفاعة بن رافع أنه هو الذى قتل أمية بن خلف.
المصدر: اليوم السابع