ربما كانت الشهرة الأكبر للروائى الكبير الراحل مكاوى سعيد، أنه مؤرخ وحكاء وسط البلد الأشهر، وصاحب “المقتنيات” والحكايات الرائعة عن وسط العاصمة، لكنه أيضًا قدم العديد من الروايات والمجموعات القصصية الرائعة منها “البهجة تحزم حقائبها”، الصادرة عن دار “ن” للنشر والتوزيع” عام 2013، حققت المجموعة ردود أفعال جيدة وفازت بجائزة ساويرس الثقافية عام 2015.
أصدر مكاوى مجموعة أخرى هى “البهجة تحزم حقائبها” على عدة نصوص هي: (ثلاثة أشكال لأبى – أحيانا تغادرنا الدهشة – لم يحدث مطلقا –المتحول -الهابطون من السماء -لا أحد قادر على قهرها – البهجة تحزم حقائبها –صابرين – الزيارة – آخر ليالى الصيفية – لم تترك خلفة ورودا).
البهجة تحزم حقائبها
وتدور قصص المجموعة كلها عن عوالم الطفولة، قصص بعين ورؤية طفل، أقسى ما يتعرض له هو الموت، إذ يفقد زميلًا له فى حادثة سقوط من الدور الرابع، وتنتحر أخت صديقه لأن زميلاتها يسخرون من بدانتها، فيسيطر جو حزين على القصص، وتبدو البهجة فى طريقها للرحيل.
وتحتوى المجموعة القصصية “البهجة تحزم حقائبها” للقاص والروائى الراحل “مكاوى سعيد”، على الكثير من المعانى الإنسانية مثل الأبوة، المراهقة، المتلونون، براءة الطفولة، التمرد والثورة على المألوف، الحزن بمآسيه وشقائه، عبثية الموت، الخيانة والصداقة. كل هذه المعانى يتناولها المؤلف بين طيات مجموعته بشكل بديع ورائع، وبلغة تتناسب مع شخوصها المختلفة ووفقًا لأحوالها.
وبحسب الناقد محمود عبد الشكور، لعل أجمل ما تفعله المجموعة القصصية “البهجة تحزم حقائبها” لمكاوى سعيد فى هو أنها تفتح أبواب الدهشة أمام قارئها، فالمجموعة تبدأ دوما بشخصية أو حدث بسيط فى كل قصة من قصصها الأحد عشر، ولكن سرعان ما تأخذنا الى مساحة غير متوقعة عن الشخصية أو الحدث، فى كل قصص المجموعة التى فازت بجائزة ساويرس محاولة لاكتشاف ما وراء الظاهر، وما خلف الوجه أو القناع. لا أعتقد أن مكاوى سعيد قصد أن يكون هذا هو الخيط بين القصص رغم تعدد أماكنها وأبطالها وأحداثها، ولكنه لم يستسهل الفكرة، حفر أسفلهأ، وسار مع نماذجه القصصية حتى النهاية، فكانت الدهشة، التى تثرى التجربة، والتى تؤكد أن الإنسان أكثر تعقيدا من أن تلخصه كلمات أو عبارات.
المصدر: اليوم السابع