عاشت القاصة الكبيرة الراحلة نعمات البحيرى، حياة ثقافية عريضة بإنتاجها، وتفاعلها، وعطائها الأدبى، ورحلت عنا تاركة العديد من الأعمال الرائعة التى خلدت اسمها فى عالم الأدب والإبداع، وكانت واحدة من أبرز كاتبات القصة القصيرة، ولعل من أبرز أعمالها القصصية “ضلع أعوج”.
والمجموعة القصصية “ضلع أعوج” صدرت عن الهيئة المصرية للكتاب عام 1997، كما صدرت فى مختارات فصول ثم صدرت عن مكتبة الأسرة عام 2003، وتضم هذه المجموعة عددا من القصص القصيرة كلها تدور فى فلك اجتماعى واحد ألا وهو المرأة ومشاكلها فى المجتمع، ومحاولة الكاتبة لحل هذه المشاكل منها: “جرح الوردة، صدفة، خلع” وغيرها.
بحسب الناقد الدكتور مصطفى الضبع “ضلع أعوج” محاولة أن تهمس فى أذهاننا بسؤالها الحاسم: من المسئول عن اعوجاج العالم، ومن يتحمل مسئولية التقويم؟ ولما كان على الكاتبة أن توسع من دائرة النداء متجاوزة قضايا يمكن أن تحيل إلى المحلية، ولأن مقدرات عجزنا ألقت بنا فى العراء متدثرين بالهجير فقد سعت أشجان إلى أن تكشف عن رمزية أشجارها القليلة عند المنحى الخطر، هاهنا وصلنا معها لدرجة من الوعى سمحت لنا أن نجلس مع شخصياتها متذوقين ” شاى القمر” الذى استحقته موهبتها، وأصبحنا جديرين به وقد امتلكنا قدرا من وعيها القادر على الإنجاز والكشف، هكذا تتحرك نعمات البحيرى صانعة ثوابتها الراسخة عبر إنتاج نص متميز يليق بموهبتها، ومنجزة علاماتها الخاصة، ومؤثرة فى كل من يعرف الطريق إلى روحها الأكثر جمالا.
وقال عنها الدكتور يوسف عوف: “تؤكد نعمات البحيرى فى “ضلع أعوج “حضورها الساطع المكتمل والواعد فى نوع من حساسية الكتابة بدأت تتشكل وتتكون سماته وملامحه ومفردات ومضامينه وجمالياته فى السنوات القليلة الاخيرة تنهض بها المراة المصرية فى كبرياء وتواجه به كل ندوب الوهن والتآكل والتدنى لتخلف المجتمع الذكورى حيث تراتب القمع المراوغ الذى مازال يمارسه الرجل الشرقى ويستلب به حريات وإنسانية واستقلالية المرأة”.
نعمات محمد مرسى البحيرى (1953 – 2008) أديبة وروائية وقاصة مصرية من جيل الثمانينات فى كتابة القصة القصيرة والرواية، حصلت على منحة قصر لافينى بسويسرا عن مؤسسة رولت فونداشن للفنانين، أنهت فيها روايتها “أشجار قليلة عند المنحنى” التى صدرت عن دار الهلال فى عام 2000، حصلت على منحة تفرغ لمدة ثلاث سنوات لكتابة ثلاث روايات وعدد من المجموعات القصصية منها حكايات المرأة الوحيدة وارتحالات اللؤلؤ وأشجار قليلة عند المنحنى، ترجمت بعض قصصها إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والكردية.
المصدر: اليوم السابع