ثقافة اسلاميةسلايد 1

هل سمعت عن أبى رافع اليهودى.. ما يقوله التراث الإسلامى عن مقتله

بعد سنوات من وجود النبى محمد عليه الصلاة والسلام فى المدينة، صار له أعداء واضحين يمكرون به طوال الوقت ومنهم “أبو رافع اليهودى”، فما الذى قاله التراث الإسلامى فى ذلك؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان “فى مقتل أبى رافع اليهودى”:

قال ابن إسحاق: ولما انقضى شأن الخندق وأمر بنى قريظة، وكان سلام بن أبى الحقيق – وهو أبو رافع – فيمن حزب الأحزاب على رسول الله ﷺ، وكانت الأوس قبل أحد قد قتلت كعب بن الأشرف، فاستأذن الخزرج رسول الله ﷺ فى قتل سلام بن أبى الحقيق وهو بخيبر، فأذن لهم.
قال ابن إسحاق: فحدثنى محمد بن مسلم الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: وكان مما صنع الله لرسوله ﷺ أن هذين الحيين من الأنصار الأوس والخزرج، كانا يتصاولان مع رسول الله ﷺ تصاول الفحلين، لا تصنع الأوس شيئا فيه غناء عن رسول الله ﷺ إلا وقالت الخزرج:
والله لا يذهبون بهذه فضلا علينا عند رسول الله ﷺ فلا ينتهون حتى يوقعوا مثلها، وإذا فعلت الخزرج شيئا قالت الأوس مثل ذلك.
قال: ولما أصابت الأوس كعب بن الأشرف فى عداوته لرسول الله ﷺ، قالت الخزرج: والله لا يذهبون بها فضلا علينا أبدا.
قال: فتذكروا من رجل لرسول الله ﷺ فى العداوة كابن الأشرف؟
فذكروا ابن أبى الحقيق وهو بخيبر، فاستأذنوا الرسول ﷺ فى قتله، فأذن لهم.
فخرج من الخزرج من بنى سلمة خمسة نفر: عبد الله بن عتيك، ومسعود بن سنان، وعبد الله بن أنيس، وأبو قتادة الحارث ابن ربعي، وخزاعى بن أسود حليف لهم من أسلم.
فخرجوا وأمر عليهم رسول الله ﷺ عبد الله بن عتيك، ونهاهم أن يقتلوا وليدا أو امرأة، فخرجوا حتى إذا قدموا خيبر، أتوا دار ابن أبى الحقيق ليلا، فلم يدعوا بيتا فى الدار حتى أغلقوه على أهله.
قال: وكان فى علية له إليها عجلة، قال: فأسندوا إليها حتى قاموا على بابه، فاستأذنوا فخرجت إليهم امرأته فقالت: من أنتم؟
قالوا: أناس من العرب نلتمس الميرة.
قالت: ذاكم صاحبكم فادخلوا عليه، فلما دخلنا أغلقنا علينا وعليه الحجرة تخوفا أن يكون دونه مجاولة تحول بيننا وبينه.
قال: فصاحت امرأته فنوهت بنا، فابتدرناه وهو على فراشه بأسيافنا، فوالله ما يدلنا عليه فى سواد الله إلا بياضه كأنه قبطية ملقاة.
قال: فلما صاحت بنا امرأته جعل الرجل منا يرفع عليها سيفه، ثم يذكر نهى رسول الله ﷺ فيكف يده، ولولا ذلك لفرغنا منها بليل.
قال: فلما ضربناه بأسيافنا تحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه فى بطنه حتى أنفذه، وهو يقول: قطنى قطنى أي: حسبى حسبي.
قال: وخرجنا وكان عبد الله بن عتيك سىء البصر، قال فوقع من الدرجة فوثبت يده وثبا شديدا، وحملناه حتى نأتى به منهرا من عيونهم فندخل فيه، فأوقدوا النيران واشتدوا فى كل وجه يطلبونا، حتى إذا يئسوا رجعوا إليه فاكتنفوه وهو يقضي.
قال: فقلنا كيف لنا بأن نعلم بأن عدو الله قد مات؟
قال: فقال رجل منا: أنا أذهب فأنظر لكم، فانطلق حتى دخل فى الناس.
قال: فوجدتها – يعنى امرأته – ورجال يهود حوله وفى يدها المصباح تنظر فى وجهه وتحدثهم، وتقول: أما والله قد سمعت صوت ابن عتيك، ثم أكذبت نفسى وقلت: أنى ابن عتيك بهذه البلاد، ثم أقبلت عليه تنظر فى وجهه فقالت: فاظ وإله يهود، فما سمعت كلمة كانت ألذ على نفسى منها.
قال: ثم جاءنا فأخبرنا فاحتملنا صاحبنا، وقدمنا على رسول الله ﷺ فأخبرناه بقتل عدو الله، واختلفنا عنده فى قتله كلنا يدعيه.
قال: فقال: “هاتوا أسيافكم” فجئنا بها فنظر إليها فقال: لسيف عبد الله بن أنيس هذا قتله، أرى فيه أثر الطعام.
المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق