نلقى الضوء على كتاب “انتقال بايدن.. المنافسة الأمريكية مع الصين وروسيا” لـ أنتونى هـ. كوردسمان بمساعدة جريس هوانج، وحسب دراسة قدمها الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية، يناقش الكتاب حاجة الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم جذرى لمنهجها فى التنافس والتعاون مع الصين وروسيا، والتى يميل مسارها الحالى أكثر فأكثر نحو منهج ضعيف التنظيم للمواجهة يركز أكثر على حروب الحالات الأسوأ، بدلا من التركيز على الأشكال الأوسع للمنافسة العسكرية والمدنية التى تحتاج الولايات المتحدة إلى معالجتها.
يقدم الكاتب تصورا حول فشل أمريكا فى دمج المنافسة المدنية والعسكرية، ومعالجة عمليات المنطقة الرمادية، وتطوير رؤية للطبيعة العالمية لهذه المنافسة، وأن أمريكا تحتاج إلى التركيز على حقيقة أن معظم الأشكال إما أن تنطوى على قتال مباشر أو ستفعل ذلك عند مستويات منخفضة من القتال، وأن المرحلة السابقة لم تعط أمريكا الأولوية المناسبة للتعامل مع الشركاء الاستراتيجيين لأمريكا أو لتطوير تقييمات صافية للأنماط طويلة المدى فى هذه المنافسة.
يقدم الكتاب من خلال فصوله، تحليل إخفاقات الجهود الأمريكية الحالية لتنفيذ استراتيجية الأمن القومى الجديدة واستراتيجية الدفاع الوطنى الصادرتين فى عامى 2017 و 2018، على التوالي، وعلى نطاق أوسع، يؤكد أنه يقدم رؤية يعالج بها التوازن النووى وأوجه القصور فى نهج الولايات المتحدة لتحديث قواتها النووية الاستراتيجية.
كما يسلط الضوء على حقيقة أن الولايات المتحدة أيضًا لا تستطيع التركيز على القتال التقليدى الرئيسى مع روسيا والصين أو على القتال على مستوى العمليات العسكرية، وأن معظم المنافسة العسكرية الفعلية ستحدث على الأرجح فى المنطقة الرمادية أو الحرب المختلطة أو المستوى غير النظامي.
ويشدد الكتاب على حقيقة أن الولايات المتحدة يجب أن تنافس على المستوى العالمى لأن الصين وروسيا غالبًا ما تتنافسان بشكل غير مباشر وتستهدفان الشركاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة والدول الأخرى والجهات الفاعلة غير الحكومية.
ويوصى الكتاب بأن ذلك سيتطلب استمرار الولايات المتحدة فى نشر قوات قوية على مستويات القيادة الرئيسية فى كل منطقة من مناطق العالم، وخاصة فى أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وأنها يجب أن تحدد الشركاء الاستراتيجيين مع هذه القيادات الأمريكية والدول الحليفة الرئيسية لنجاح الولايات المتحدة، ويجب أن تكون علاقات حاسمة لردع التصعيد إلى الصراعات الكبرى والحرب النووية والدفاع ضده.
المصدر: اليوم السابع