سلايد 1قصص

“حل وترحال” حال الأمة وأوهامها عند يوسف زيدان

كانت المجموعة القصصية “حل وترحال” الصادرة عام 2014، العمل الإبداعى الثالث فى مجال القصة القصيرة للأديب العربى العالمي، الدكتور يوسف زيدان، صاحب الروايات الشهيرة ومنها “عزازيل” التى انتشرت طبعاتها العربية بشكل غير مسبوق فى تاريخ الأدب العربي، وتُرجمت إلى عشرات اللغات الأجنبية.
و”حل وترحال” هى مجموعة قصصية تتوالى فى أجواء جامعة بين الواقعية الصادمة والسحرية الرامزة، بين الفعلى والخيالي، كأنها حِلٌّ وترحال دائمين أو انتقالٌ يتتالى ما بين باطن الوعى وآفاق السماوات البعيدة، وتشتمل المجموعة على القصص القصيرات هى “موعود، عرس العجوز، حيرة فاهم، حكايات الوحيدة، صالة الوصول، مولد قصيدة، لعبة ليل، مخاتلة، بؤس الملكة، انتباه لا إرادي، دوران إجباري، أصل السنطة، سر الكحول، كهف بحري، وساكن السرداب”.
وبحسب قراءة للكاتبة حذام الودغيرى، تبدأ المجموعة بقصة “موعود” ولعلها ترمز إلى حال أمّة غارقة فى أوهامها، تنتظر مخلّصها وتنتظر النصر، فتتظاهر فى الميادين حالمة بتحقيق وعود العيش والحرية والعدالة “المجانية” إلا أن الحرية “ليس لها نسائم ولا أعاصير، إنها لا تصير إلا حين يصير الإنسان إنساناً”.
فتبدو لنا شخصيات “حل وتِرحال” ترزح تحت ربقة هذا “الوعيد المصيري”: العذاب والجراح والهزيمة والوحدة… بلا بهجة ولا أمل، فحتى ليلة الفرحة الكبرى: “تمهِّدنى (أمّي) للصدمة بأن تقول لى دوماً من غير مناسبة: وماله، افرح شوية يا بنى قبل ما تفوق من العسل، وبكرة تعرف إن حلاوة الفصّ شهر ونُصّ”.
كما يجعلنا نتتبع أحداثا لمجتمع يعانى من افتقار مزمن إلى النزاهة والكفاءة والصدق، فهذا مقاول ناجح “مهندس” دون إكمال تعليمه، وذاك متخرج من كلية التجارة لم يتعلم منها شيئا مفيدا، وذلك شاعر، غير موهوب، يسعى لتصميم قصيدة، تبعا لتطلعات القراء.
المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق