نلقى الضوء على كتاب “التجربة اليابانية” لـ سلمان بونعمان، الذى يقدم دراسة فى أسس النموذج النهضوى اليابانى، وذلك بحثا عن السؤال المؤرق: لماذا تأخر العرب وتقدم غيرهم؟ ويسعى الكتاب إلى فك احتكار مركزية التجربة الغربية فى النهوض، ويفتح العقل النهضوى إلى إمكانات وتجارب أخرى لا تقل أهمية بل ربما تزيد، فى بعض جوانبها، عن التجربة الغربية.
يقول الكتاب، تحت عنوان “الإنسان اليابانى: فاعلا فى النهضة وحاملا للمعنى” إن أعظم اكتشافات اليابان هو الإنسان ذاته، إذ بهذا الإنسان وبفضله وقفت اليابان بإباء وشموخ على أبواب النهضة الحضارية، فجوهر التجربة اليابانية هو الارتكاز على الإنسان والإيمان بقدراته الخلاقة وتفجير طاقاته غير المحدودة، وغرس عناصر الطموح والتضحية والتحدى بالتوازى مع التعليم والتدريب والعمل. حيث سعن الرؤية النهضوية اليابانية إلى بناء إنسان قابل للانتصار على الطبيعة المادية وقادر على مجاوزتها نحو آفاق أرحب للحلم بمستقبل أفضل، إنه الإنسان فى تركيبته وإبداعيته وأسراره، صانع التحولات وقائد الثورات. وتعد اليابان فى طليعة الدول التى استثمرت فى “الرأسمال البشرى” التى لا تقتصر علمية التعليم فيها على سنوات الدراسة فقط، بل تستمر طوال سنوات العمل والإنتاج .
فطموح الشعب اليابانى هو طموح غير واقعى من الصعب قياس خصائصه، ومن هنا فغن اليابانيين جماعة منتة ظلت منذ فجر تاريخها تشترط لاستمرارها وتفوقها وتقدمها أن “كل يد ينبغى أن تعمل”.
المصدر: اليوم السابع