آدابسلايد 1

“الدين والتدين” ما الذى فعلته المجتمعات فى النصوص؟

“لا يمكن فهم اليهودية كدين بمعزل عن تاريخ العبرانيين كشعب، وإذ كان من الطبيعى بحكم قوانين الاجتماع، أن يترك كل شعب بصمته الذاتية على ديانته، فقد فرض الشعب العبرى ذاته التاريخية إلى حد المماهاة بين الديانة والهوية القومية” هذا ما يقول به كتاب “الدين والتدين.. التشريع والنص والاجتماع” لـ عبد الجواد ياسين، والصادر عن المركز الثقافى العربى ومؤمنون بلا حدود.

يقول الكتاب:

يمكن نظريا أن نستمد تعريف الدين من الدين، ولكن لا شىء أصعب من ذك، لأن الدين الذى سنستمد منه التعريف هو بعينه الذى يحتاج إلى تعريف، وأى محاولة فى هذا الاتجاه سوف تسفر عن رؤية لاهوتية موجهة سلفا، أعنى سوف تسفر عن تعريف للدين مصدره التدين وليس الدين، لذلك وبسبب الطبيعة الذاتية للمعرفة، فإن وجود ديانات توحيدية ثلاث لا يفرز ثلاثة تعريفات فقط بل عددا من التعريفات يزيد عن عدد المذاهب، والفرق والجماعات، وبمعنى ما الكيانات الفردية التى تنتسب إل هذه الديانات.

وتبدو الصعوبة أقل عند محاولة تعريف الدين من خارجه، حيث يتم التعامل معه كظاهرة واقعية قابلة للتوصيف، ولكن هذه المحاولة، كما تقدمها دراسات الاجتماع والانثروبولوجيا المعاصرة، تنصب على مظاهر البنية الخارجية التى يمكن وصفها، وتمتنع (أيضا تعجر) بسبب منهجها، عن الدخول إلى قلب الظاهرة حيث يكمن موضوعها الغيبى العصى على التوصيف، مما يعنى أنها بدورها ستقدم تعريفات للتدين أكثر منه تعريفا للدين. فى جميع الأحوال ليس مطروحا هنا تقديم تعريفات جامعة، المطروح هو محاولة للنظر فى مفهوم الدين، وفق السياق التوحيد، من زاوية العلاقة بينه وبين الاجتماع.
المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق