آدابسلايد 1

“حياة الديمقراطية وموتها” الرحلة من أثينا القديمة إلى العالم الحديث

صدر عن سلسلة “ترجمان” فى المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات كتاب حياة الديمقراطية وموتها، وهو ترجمة محمد العزير ا لكتاب جون كين، ويتناول فيه معنى الديمقراطية ومؤسساتها، ويرصد جذورها التاريخية، واتجاهاتها المعاصرة ويتطرّق إلى جميع المحطات التى ارتكبت فيها الديمقراطيات أخطاءً فى سياق مسار التاريخ.
ويرى كين أن تاريخ الديمقراطية شهد ثلاث مراحل اتسمت بثلاثة نماذج حكم مختلفة، هي: ديمقراطية التجمع، وديمقراطية التمثيل، وديمقراطية الرقابة.
وقد ظهرت ديمقراطية التجمع منذ نحو خمسمائة عام قبل الميلاد لتمتد إلى العصور الوسطى، فى حين ظهرت ديمقراطية التمثيل منذ نحو خمسمائة عام فى أوروبا وأميركا، وصولًا إلى ديمقراطية اليوم ألا وهى ديمقراطية الرقابة.
حياة الديمقراطية وموتها
ويشكّك كين فى الفرضية القديمة التى مفادها أن الديمقراطية معيار عالمى يعبّر عن القيم الغربية؛ إذ يرى أن مستقبل الديمقراطية ليس مرتبطًا بالغرب، ولا بالديمقراطية التمثيلية، مشيرًا إلى تاريخ الهند الذى يبيّن إمكان وجود ديمقراطيات متعدّدة الأعراق، وإلى الإسلام الذى ينعم بتقاليد ديمقراطية مهملة، ويحذر من أن الديمقراطية اليوم أكثر هشاشة من أى وقت مضى.
يـتألف الكتاب من أحد عشر فصلًا موزعة فى ثلاثة أقسام. فى القسم الأول، “الديمقراطية المجلسية”، فصلان، وفى الفصل الأول، “أثينا”، يقول المؤلف إن ديمقراطية أثينا استمدت من خصومها الأرستقراطيين عزيمة قوية لأنْ تقوم بأعمال مجيدة وتكون الأولى بين الجميع، كما فى القول المشهور لهوميروس.
وكانت الديمقراطية أسلوبًا حيويًا من الحياة المسكونة بالرغبة الجامحة للاحتفاء بإنجازاته، كذلك، نظر الأثينيون إلى الديمقراطية بوصفها نظامًا لتأسيس إرادة الآلهة وتطبيقها الذين أعطوهم، فى المقابل، صلاحية ممارسة السلطات البشرية، كان أفراد القوات الأثينية، بعد استئذان الأرباب والربات، يستعدون للمعركة بعد الصلاة والقرابين بحثًا عن الانتصار، يصطحبون المتنبئين والعرافين. ويقول المؤلف: “اتفق الأثينيون الديمقراطيون على أن الكيان السياسى الذى يتم فيه اختيار بعض الرجال بدلًا من آخرين هو إمّا نظام ملكى وإمّا طغيان. لذلك، فإنهم اعتمدوا أسلوب تناوب المواطنين فى المناصب الرسمية مداورة، فكان نصف المواطنين عمليًا، وفى أى لحظة، يقوم بمهمات إدارية أو سياسية متنوعة”.
المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق