ثقافة اسلاميةسلايد 1
أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. كيف كانت سنواته الأخيرة؟
تمر اليوم الذكرى الـ 1339، على قيام النبى محمد صلى الله عليه وسلم، بإعطاء أسامة بن زيد إمارة الجيش الذى أرسله لتأمين حدود شبه الجزيرة العربية من هجمات الروم، وهو أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، كان أبوه مولى لرسول الله، ويكنى أبا محمد، وهو مولى رسول الله من أبويه، وكان يسمى “حِب رسول الله”.
ولاَّه النبى -على صغر سنِّه- قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو الروم فى الشام، وقال له: «يا أسامة، سر على اسم الله وبركته حتى تنتهى إلى مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك على هذا الجيش، فأغر صباحًا على أهل أُبْنَى وحرق عليهم، وأسرع السير تسبق الخبر، فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم، وخذ معك الأدلاء، وقدم العيون أمامك والطلائع».
ثم عقد الرسول لأسامة اللواء، ثم قال: «امض على اسم الله». وقد اعترض بعض الصحابة على استعمال هذا الغلام على المهاجرين الأولين، ولما علم رسول الله بذلك، غضب غضبًا شديدًا، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد، يا أيها الناس، فما مقالة بلغتنى عن بعضكم فى تأميرى أسامة بن زيد؟ والله لئن طعنتم فى إمارتى أسامة لقد طعنتم فى إمارتى أباه من قبله، وايم الله إن كان للإمارة لخليقا، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إلي، وإنهما لمخيلان لكل خير، فاستوصوا به خيرًا؛ فإنه من خياركم».
اعتزل أسامة بن زيد رضى الله عنه الفتن بعد مقتل عثمان رضى الله عنه إلى أن مات فى أواخر خلافة معاوية رضى الله عنه، وكان قد سكن المِزّة غرب دمشق، ثم رجع فسكن وادى القرى، ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف.
اختلفت الروايات الواردة فى الوقت الذى توفى فيه أسامة بن زيد رضى الله عنه، فجاء فى بعض الروايات إن الصحابى الجليل أسامة بن زيد -رضى الله عنه- توفى فى سنة 54 للهجرة وهذا ما رآه ابن عبد البر، بينما يرى آخرون أن أسامة بن زيد عاش حتى بلغ أواخر خلافة معاوية بن أبى سفيان، وتوفى فى سنة 61 للهجرة، والله تعالى أعلم.
بعد أن نشبت الفتن بين المسلمين بعد حادثة مقتل الخليفة الراشدى الثالث عثمان بن عفان رضى الله عنه، اعتزل أسامة بن زيد -رضى الله عنه- الفتن جميعها، ولما تنازل الحسن بن على بن أبى طالب لمعاوية بن أبى سفيان عن الخلافة، بايع أسامة بن زيد معاوية بن أبى سفيان خليفة للمسلمين، وسكن دمشق مع عدد من الصحابة الكرام، مثل: سعد بن أبى وقاص ومحمد بن مسلمة، وقد عاش حتى توفى فى الجرف، ودُفن فى البقيع، وقيل إنَّه توفى فى سنة 54 للهجرة، وقيل إنَّه توفى فى سنة 61 للهجرة، اى أنَّه أدرك أواخر عهد معاوية بن أبى سفيان.
المصدر: اليوم السابع