مقالات
مقابلة مصطفى العقاد رحمه الله مع مجلة المجلة في ثمانينات القرن الماضي
أجري الحوار : نجم عبد الكريم
* يقال إن غيث فرعون وطارق بن عمار ساهما في إنتاج أفلام غير موفقة
* أميركا منعت عرض فيلمي الوثائقي بسبب السفينة «ليبرتي»
* أعتبر نور الشريف ممثلابكل معنى الكلمة … وعبد الله غيث مثل أنطوني كوين
في مطلع الستينات في عاصمة السينما هوليوود… شاب شرقي الملامح، يرتاد المعاهد العلمية لدراسة الفن السينمائي، وتكبر الطموحات ويتخصص في واحد من أهم الاختراعات العلمية التي برزت في القرن العشرين.
دعونا نقف معه على مطلع الستينات…
* مصطفى العقاد.. ماذا كان يفعل ولماذا تخصص في هذا المضمار بالذات؟
– دراستي كانت أن أتخصص وأعود إلى بلادي، لكن عندما يصل المرء إلى مقاعد الدراسة هنا يكون مليئا بمركب النقص، كل ما هو أميركي معناه أفضل، ونشعر نحن الطلبة العرب أننا متخلفون في مجال الدراسة وفي مجال منافسة بقية الطلبة الأميركيين أو غيرهم هنا وخلال الاحتكاك مع الطلبة نكتشف أنه لا ينقصنا الذكاء ولا المعرفة كغيرنا، هنا نكسب الثقة وتنشأ لدينا الطموحات ونكتسب الخبرة العلمية، ولقد أردت أن أكسب الخبرة في مجال الإنتاج في هوليوود إلى أن تمكنت منها ووجدت أنه لا ينقصني شيء عن الآخرين وقررت أن أدخل مجال المنافسة، بدأت بدايات متواضعة حيث عملت في التلفزيون بإنتاجات هزيلة لكن كان هذا هو المنطلق.
* كيف كانت بواكير أعمالك الأولى؟
– عملت في الأفلام الوثائقية، التسجيلية، وهذه أعطتني الخبرة حول عملية المونتاج، أنا أعتقد أن كل مخرج لا يعرف المونتاج لا يمكن أن يخرج… عملية الأفلام الوثائقية تعتمد على المونتاج، قدمت أعمالا لشركة «سي بي إس»،و«يوناتيد أرتيست»،وكانت مجالا لي لكسب الخبرة في المونتاج.
* الطموحات والتنافس في عاصمة السينما هوليوود مجالات من الصعب اختراقها، لكنك استطعت ذلك هل كان المشجع الأساسي لكي تتجاوزها أن تجعل تراثك وتاريخك يحتلان موقع الصدارة، ومنها تنطلق إلى فيلم «الرسالة»؟
– طبعاً لم يكن هذا الشيء بناء على خطة مرسومة ولكن بحكم تواجدي هنا وزواجي من أميركية ووضع أولادي، حيث كانت مشكلة تعليمهم اللغة والدين هواجس تشغل بالي وأذكر في تلك الفترة كيف كنا ننظم المظاهرات ونهاجم بعض المكاتب العربية والسفارات لأنها لا تملك الوسائل التي تجعلنا قادرين على تعليم أولادنا. بعدها انتبهت إلى أنني يجب أن أوجه اللوم إلى نفسي وليس إلى الآخرين وانتبهت إلى أنه علي أن أعمل شيئاً في هذا المجال وكان عملي متواضعا ولكن تعرفي إلى الصديق محمد السنعوسي أثناء دراسته هنا شجعني على إمكانية الحصول على دعم لعمل كبير ومنه انطلقنا إلى عمل أكبر.
* لقد اتبعت في فيلم «الرسالة»أسلوباً جديداً في عملية اختيار كل فنان، والاتصال مع الكتاب، وبدأت عملية التحضير التي أخذت اكثر من سنة، وهذا الأسلوب جديد على السينما العربية… ألم تفكروا أن يكون للسينما أسلوب ونهج تسير عليهما كما فعلتم ليسير عليهما من يأتي بعدكم؟
– الحقيقة يجب أن ننصف الفنانين العرب، فنحن لا يمكن أن نقارن فيلمي «الرسالة»أو «عمر المختار»بأي فيلم عربي، «الرسالة»،و«عمر المختار»يمكن اعتبارهما من الأفلام العالمية، بمضمون ومحتوى عربي، نحن هنا نعمل بميزانية تقدر بالملايين، بينما المنتج العربي يعمل بميزانية قيمتها قيمة تكلفة نصف يوم عمل عندنا، لذلك من الصعب عليه اتباع طريقتنا.
* تقول المخرج العربي مظلوم لأنه يقوم بالعمل من بدايته حتى نهايته بنفسه، بينما في الأفلام الأجنبية لكلٍ اختصاص يقوم به؟
– أنا محاط بكل الاختصاصيين الذين يساعدونني. وليس المخرج العربي وحده هو المظلوم، الممثل العربي مظلوم أيضاً، وأنا حضرت تصوير بعض الأفلام العربية، ووجدت أن الممثل يجب أن يفكر بالنور والميكروفون والكاميرا والدور معاً، نحن هنا الإضاءة كافية والإمكانيات كبيرة والكاميرا تمثل مع الممثل.
* ما هي الصعوبات التي واجهها فيلم «الرسالة»أثناء التنفيذ؟
– ما عدا الصعوبات الدينية والفقهية، لم نواجه صعوبات بالمعنى المفهوم، كانت عملية التنفيذ فريدة من نوعها، على أساس أننا صورنا نسختين واحدة عربية وأخرى أجنبية. واجهتنا بعض المشاكل، مثلا: بعض مقاطع التصوير كانت تتطلب أن ينتقل الممثل الإنجليزي من مكان (أ) إلى مكان (ب)، وهو يلقي حواراً، هذا الحوار نفسه حين يأتي دور الممثل العربي، وبسبب غنى اللغة العربية نجده يحتاج إلى ضعف المسافة من نقطة (أ) إلى نقطة (ب)، وهذا يتطلب إضاءة أكثر وشريط فيلم أكبر وبالتالي تكاليف أكثر… مشكلة أخرى: من يبدأ التمثيل أولا؛ الممثل العربي أم الممثل الإنجليزي؟ واتبعنا أسلوبا يقول عندما تكون هناك مجموعة تعمل مع الممثل كنا نبدأ بالممثل العربي، وحين يكون هناك تمثيل أفرادي نبدأ بالممثل الإنجليزي.
* ماذا عن صعوبة التوزيع والعرض؟
– أول صعوبة كانت في الولايات المتحدة… الملك حسين أول من افتتح الفيلم وشجع على عرضه، ومن الأردن عرضته بقية الدول ثم أوروبا، وفي أميركا لم يعرض الفيلم، كانت هناك مشكلة عبد الخالص حنفي الذي احتجز رهائن واحتل مباني في واشنطن، حنفي ادعى أن صورة الرسول عليه الصلاة والسلام ستظهر في الفيلم، مع العلم أنه لا صورة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أي من خلفائه الراشدين ظهرت صورتهم في الفيلم. وقد هدد حنفي بأن أي صالة سيعرض فيها الفيلم سيحرقها، وطبعاً أوقفنا عرض الفيلم، أنا كنت متأثراً جداً لأني أضعت فرصة عرض الفيلم على الجمهور الأميركي، ولكني من جهة ثانية وفي الوقت نفسه كنت سعيداً لأني أحسست بأن هناك مسلمين يغارون على الإسلام. قدرت أن هناك مسلمين في أميركا وصلوا إلى درجة وضع أرواحهم في سبيل إيقاف الفيلم مع أن نظرتهم كانت خاطئة، واليوم تجد أن الفيلم قد عرض على التلفزيون والأشخاص الذين وقفوا ضده يطلبونه لعرضه على أصدقائهم.
* في العالم العربي، ما الذي حدث؟
– عرض الفيلم في كل البلاد العربية ما عدا بلدين، هما مصر وسوريا. أما السعودية وبعدما وجدت أن الفيلم لا يحتوي على ما يمس الإسلام سمحت بعرضه، وقد استقبلني الأمير سلمان بن عبد العزيز.
في مصر أعتقد أن المشكلة ربما كانت بسبب الموجة الدينية خلالَ عهد السادات، ولكي لا يغذي الفيلم الشعور الديني لدى المصريين. ورغم تداول الفيلم في الفيديو إلا أن الفيلم لم يعرض رسمياً على شاشات السينما.
* هل يستطيع العقاد أن يجزم بأن فيلم «الرسالة»قد حقق غايته؟
– طبعا لا، ماذا يمكن لفيلم أن يحقق بالنسبة لعقيدة؟ كنا نريد للفيلم أن يحقق شيئاً ليس للعالم الإسلامي وليس للعارفين بالإسلام… الفيلم كان موجهاً للأطفال الذين لا يملكون الوسائل… للأجانب الذين لا يملكون فكرة عن الإسلام. وأكبر مثال على ذلك الممثل أنطوني كوين الذي قال إني لم أكن أعرف شيئاً عن الإسلام، الآن بمعرفتي للإسلام، صحيح أنني لم أصبح مسلماً ولكن أصبح عندي احترام كبير للإسلام… لقد حقق الفيلم ما كنت أرجوه منه، ولكن كنت أتمنى أن يحقق أكثر من ذلك، خصوصاً في العالم الغربي.
* كنت أعرف من طموحات أن يكون فيلم «الرسالة»بداية لسلسلة من الأفلام، تبرز الحضارة الإسلامية عبر معطياتها الفكرية والحضارية، أين أصبح هذا المشروع؟
– كان هناك برنامج طويل من هذه النوعية… فيلم «الرسالة»أعتبره فيلماً جيداً ولكن كفن لا أعتبره مكتمل العناصر الفنية، فيلم «عمر المختار»أعتز به كإخراج، لكن «الرسالة»لعدم ظهور الشخصيات وبسبب التكلم مع الكاميرا يبقى غير مكتمل.
كانت عندي أربعة أفلام «الرسالة»،و«عمر بن الخطاب»،و«علي بن أبي طالب»،ثم «صلاح الدين الأيوبي»،و«الاندلس»،والفيلم الأخير يتناول فترة عبد الرحمن الناصر، فترة ازدهار الأندلس.
اصطدمنا بعدم إمكانية ظهور الخلفاء، وأنا معهم في ذلك، لكن عظمة الإسلام وعدالة عمر وشخصية كعلي كان بإمكانها أن تعطي صورة للعالم الغربي عن ديننا الحنيف، هم يعتبرون أن كل إنسان له تصور عن هؤلاء الأشخاص فلا يجب أن نشوهه.
* مسألة ظهور الرسول صلى الله عليه وسلم مبررها منطقي، ولا تقبل الجدل، ولكن بالنسبة للممثلين الذين سيقومون بأدوار الأشخاص كعلي وعمر، ثم يقومون بأدوار ثانية في أفلام أخرى يشربون فيها الخمر أو يؤدون أدوار إجرام أو غيرها مما لا يجوز معه القيام بدور شخص مقدس..
– نحن لا نقول إن هؤلاء أشخاص مقدسون والمشكلة التي تتحدث عنها يمكن حلها، لذا ومنعا للدخول في معارك قفزنا من هذه المرحلة إلى الأشخاص المعاصرين، إلى صلاح الدين الأيوبي، والأندلس، وهذان المشروعان جاهزان.
* ما هي العوائق لظهورهما، حيث لاحظنا انهماكك بالعمل في الأفلام الغربية الأميركية؟
– الحقيقة أنني أعمل في هذه الأفلام قبل فيلم «الرسالة»وهذه الأفلام تسمى أفلاما تجارية، وهي أفلام تعطيني القوة المادية التي تجعلني أكون مستقلا، وأقول لك إن الكثير من المسؤولين دعوني لعمل فيلم عن عهودهم ومنجزاتهم. وهذا لا يجعلني أتبجح بـالمثاليات، ولست أدري ما إذا كنت سأقبل بتنفيذ هذه الأعمال لو كانت حالتي المادية سيئة، ولكن بما أني غير محتاج فبإمكاني أن أرفض أي عمل لا يفيد الأمة العربية، لذا اتجهت نحو الأفلام التاريخية التي لا تخدم نظاماً معيناً إنما تخدم قضايا حضارية لها إسقاطات معاصرة، ففيلم «عمر المختار»القضية الفلسطينية بارزة فيه، كان الحوار في عمر المختار مركز على أساس القضية الفلسطينية التمسك بالأراضي والعودة إلى الأراضي.
* نعود إلى نقطتنا الأساسية: صلاح الدين الأيوبي، والأندلس.
صلاح الدين لم يستطع استرداد بيت المقدس إلا حينما وحد مصر وسوريا.
الحوار بين الصليبية والصهيونية متشابه، نحن الآن لا نريد أن ندخل في صراع بيننا وبين المسيحية، لكن الصراع بين الصليبيين وبين صلاح الدين الأيوبي لم يكن صراعاً دينياً بل صراع شرق وغرب، صراعا استعماريا، والدليل أن الصليبيين في طريقهم إلى بيت المقدس أحرقوا كنائس كثيرة وحضارات مسيحية كثيرة، كهنغاريا مثلا، لم يكن الصراع صراع مسيحيين ضد مسلمين، كانت عصابات النهب والهيمنة تحت ستار ديني. ودليل آخر، أن العرب الالمسيحيين (الأرثوذكس) حاربوا إلى جانب صلاح الدين ضد الصليبيين… الصهيونية كـالصليبية جسم غريب في العالم العربي.
* هل عملية إهمال الصراع مع اليهود تمت عن وعي؟
– كلا لم أضعها في الاعتبار ولم نعرها اهتماماً.
* يعتبر العقاد عضواً مهماً في جسم السينما العالمية، والأكثر أهمية عربياً، لك مكتب في القاهرة وفي بيروت… السينما الآن تمر بتخلف ما هو تصورك للحل للخروج من هذه الأزمة؟
– الأزمة موجودة في كل سينما؛ عربية أو أميركية. هناك أفلام سيئة تظهر في العالم العربي، وآلاف الأفلام السيئة تظهر في أميركا أيضاً، لكن مشكلة السينما العربية اقتصادية بالدرجة الأولى والثانية والثالثة، وهي محاصرة من ناحية الأسواق. كل الدول العربية وخاصة الدول ذات الأسلوب اشتراكي خلقت مكاتب قطاع عام، وحددت الربح للمنتج، نحن نعتبر الربح للمنتج عيباً ولست أدري لماذا؟ قل الربح للمنتج فضعفت الميزانية للفيلم، لا يمكنك توزيع الفيلم في كل الدول. مؤسسة في سوريا، في الجزائر، في الكويت، في أي دولة عربية تعطيك مبلغاً لم يعجبك تأخذه لأنك لا تجد مكاناً آخر للتسويق. في الماضي كان الإنتاج جيداً لأن السوق مفتوحة والمردود جيد والمنتج الرابح يقدم إنتاجاً أكبر. أعتقد أن المشكلة اقتصادية.
* والفيديو والتلفزيون؟
– هذه عوامل مؤثرة، ولكن الأساس اقتصادي لفتح الأسواق في الدول العربية، فيتحسن الفيلم العربي ككل.
* إذن أنت مع حرية السوق الفنية الكاملة؟
– حرية كاملة أنا لا أتكلم عن الحرية السياسية، بل عن الحرية الفنية للفيلم، لينتعش اقتصادياً، الفيلم كأي مهنة أخرى عرض وطلب.
* إذن ما معنى وجود معاهد السينما في العالم العربي؟
– من من الطلبة سيتشجع للعمل؟ إذا كان المصور ينال أجراً ضئيلا والمخرج كذلك، هذه المعاهد تخرج الآن موظفين في التلفزيون لا غير. إذن الحل في فتح الأسواق والحرية الاقتصادية والبقاء للأصلح. دع المنتج يعمل، والعمل الصالح يبقى، أما أن تقرر الدولة نوع الإنتاج ونوع الموضوع فهذا يجعل الأفلام كلها تثقيفية فكرية، مما ينفر الناس منها، لتكن هناك مراقبة حكومية من ناحية المواضيع لكن دع الحرية الاقتصادية.
* كيف يمكن أن يكون هناك في عاصمة السينما أكثر من عقاد واحد؟
– يجب أن يكون هناك أكثر من عقاد واحد، إن ما عمله العقاد ليس معجزة ولا مستحيلا، أي مخرج عربي لو تواجد هنا فترة ودرس هنا لأمكنه أن يفعل الشيء نفسه. بحكم تواجدي هنا واحتكاكي بالصناعة السينمائية أصبحت جزءاً منها وأساهم فيها وتساهم في نجاحي، وجذوري العربية أبعثها من خلال الأفلام التي أنتجتها: «عمر المختار»،و«الرسالة»،وغيرهما.
* لكني ألاحظ أنك تعاني من الإحباط نوعاً ما؟
– الإحباط وجد نتيجة فيلم «الرسالة»،أما فيلم «عمر المختار»،فلم أعان من إحباط فيه… الإحباط موجود في العالم العربي. خلال طفرة النفط كانت هناك مشاريع للدعم ولشراء صالات سينما. في العالم كان هناك ممولون سعوديون وكويتيون على مستوى ضخم.
* تمويل لعمل حضاري أم تجاري؟
– عمل تجاري، الأساس كله تجاري، ولكنه ذو مردود حضاري. أنت حين تشتري صالة سينما فأنت تعرض ما تريد وتمنع عرض ما لا يناسبك، ويكون لذلك مردود حضاري إلى جانب المردود المالي، ولكننا نحن لم نتوصل إلى هذه الأمور المعقدة… العربي يفهم أن يشتري بناء أو أرضاً، أما أن يدفع ملايين الدولارات لإنتاج شريط مصور أو شبكة تلفزيون، فهذا صعب عليه، لكن الآن بدأنا نصل إلى مثل هذه المرحلة، فالشباب بدأ يغزو هذه المجالات.
* أعتقد أن تسرب الفكر الغربي من خلالَ التلفزيون دون أن يقابله من عندنا إنتاج جيد يشكل الخطورة؟
– طبعاً، وخطورته أننا نفقد تدريجياً هويتنا ونحن نستطيع أن نقف في وجه ذلك حين نجد العربي المهاجر يستطيع أن يقف هنا في خدمة قضاياه العربية، تماماً كما يخدم اليهودي قضاياه.
* هناك استثمارات اقتصادية كثيرة في أميركا ما هو نصيب الفن السينمائي منها؟
– نصيب كبير جداً، شركة كوكاكولا اشترت كولومبيا.
* أقصد الاستثمارات العربية؟
– أنا لا علم لي بها، رجل الأعمال السعودي صالح كامل كان عنده مشروع محطات تلفزيونية، وقد عرضت هنا مشاريع على بعض العرب، لكن من الصعب عليهم تقدير أهميتها.
* يقال إن بعض الأفلام الغربية مثل «رامبو»وغيرها، ساهمت رؤوس أموال عربية بإنتاجها، هل هذا صحيح؟
– أشخاص عرب، طارق بن عمار التونسي، ساهم بتصوير أفلام داخل تونس، وأظن غيث فرعون ساهم بإنتاجات مشتركة بين تونس وأوروبا وأميركا، ولكن أكثرها مبني على أساس جلب شركات إلى تونس للتصوير، ومع الأسف معظمها لم يعط فائدة للعرب بقدر ما أساءت للعرب، ومن أجل ربح جوائز في المهرجانات لجأ بعض المخرجين العرب الى إظهار ملامح العرب البدائية والتي لم يكن من صالحنا عرضها، وهذه بهرت الغرب بواقعيتها ولم تُظهر شيئاً حضارياً.
* هناك قصص عربية تكاد تصل إلى مرحلة العالمية، لماذا لا تستغلها؟
– نحن لا ينقصنا القصص، نحن ينقصنا السيناريو، لدينا قصص وأدب، لكن صياغتها بأسلوب السيناريو، ليست موجودة عندنا، يصيغونها بأسلوب مسرحي طويل، وليس بأسلوب سينمائي، كاتب السيناريو يجب أن يكون ملماً بالإخراج والمونتاج. نحن لا ينقصنا الأدب، ينقصنا السيناريست العربي.
* في مطلع القرن الجديد، ورغم وسائل الاتصال الجماهيري، بقيت صورة العربي على الشاشة خاصة، على بدائيتها (العقال والجمل). أما آن الأوان أن يفهم الغربي عبر معطيات عربية تقول له إن ما يشاهده عن العربي كذب، وإن العربي غير ذلك تماماً؟
– تماماً، لننس الزي العربي، نحن ينقصنا في السينما الوجه العربي الذي يبتسم، الصورة الآن اختلفت عن العربي الذي يركب الجمل، الصورة الآن صورة العربي الإرهابي، الآن تصرفاتنا مع الأسف تجعل منا مادة مغرية للسينما، في كل سينما هناك الخير والشر والعالم العربي مادة غزيرة، أنا أحيانا أحس أني سأقدم عملاً حول هذا الموضوع، أنت حين تصور الإرهابي عليك أن لا تنسى أن هناك وجهاً آخر هو وجه الإنسان الواقف ضد الإرهاب، لكن الاستغلال يصور الوجه الشرير فقط، وينسى الخير… قديما كان الإرهابي هو الألماني أو الهندي الأحمر، اليوم أضيف إلى هذين العربي، وبالذات الفلسطيني. العربي الآن صورته نفس صورة اليهودي، في أوروبا في القرن الماضي اجتمعت الصهيونية وقررت تغيير صورة اليهودي في أوروبا، قرروا السيطرة على الإعلام، أين العرب الذين يجتمعون لتغيير الصورة اليوم؟.
* هل لديك ما تقوله أخيراً؟
– ما أود أن أقوله إن عدونا ليست لديه القوة التي نتخيلها، المشكلة في ضعفنا نحن، وتفرقنا حتى في الغربة. نحن أذكياء في اتهام الغير وفي التفرق، نؤسس جمعية ثم ننشق عنها لنؤسس جمعية أخرى… وهكذا.
* من من نجوم العرب يستحوذ على اهتمام العقاد؟
– أنا أعتبر نور الشريف ممثلا، بكل معنى الكلمة، و(عبد الله غيث) أعتبره ممثلا مثل أنطوني كوين.
المصدر : المجلة