ادب الرواية
ما هي السعادة
من منّا لا يسعى لأن يكون سعيدًا في حياته، فالسّعادة هي مطلب الجميع، والسّعادة هي الحالة النّفسيّة التي تلازم الإنسان وتجعله مرتاحًا مطمئنًا يتمتّع بحياته وبعلاقاته مع النّاس بدون منغّصات، والنّاس تسعى للسّعادة بسبب أنّها تعطي الإنسان طاقةً إيجابيّة تجعله دائمًا متحفّزًا للبذل والعطاء، كما أنّ وجود عنصر السّعادة في حياة الإنسان له آثارٌ عجيبة في النّفس حيث يشعر الإنسان بالسّلام الدّاخلي والإطمئنان الذي يحمله على حبّ النّاس والتّعامل معه بودّ واحترام، والمجتمع السّعيد هو المجتمع الذي ترى فيه النّظام والانتظام في شؤونه كلّها والمجتمع السّعيد هو المجتمع الذي يعيش أفراده في رغدٍ من العيش حيث تتوفّر للنّاس أسباب الحياة الكريمة وأسباب التّرفيه من مرافق وغيرها، فعنصر المادّة هو عنصر أساسي بلا شكّ لإيجاد السّعادة في نفس الإنسان ولكنّه ليس الوحيد، كما أنّ هذا العنصر قد يتحوّل إلى سببٍ من أسباب التّعاسة إذا أسيء استخدامه، أو إذا أصبحت نظرة النّاس إليه نظرةً تعتبره غاية وليست وسيلة، فما هي أهم الوسائل التي تصنع السّعادة، وما هي الطريقة للوصول إليها : الإيمان بالله تعالى، فالإيمان بالله تعالى يحدث في النّفس طمأنينةً عجيبة حين يشعر الإنسان بأنّ الله تعالى معه على كلّ حال، فإذا أصابته مصيبة أو كرب ثمّ دعا الله تعالى وذكره فإنذه يعلم بأنّ الله تعالى هو الوحيد الذي سيزيح همّه ويفرّج كربه، والمسلم يعلم بأنّ حياته مقدّرة من عند الله وأنّ رزقه وأجله وشقي أو سعيد قد كتبها الله تعالى على الإنسان حين كان في بطن أمه، فبالتّالي يطمئن إلى مصيره فيسعى لأن يرضي الله تعالى حتّى يرضيه، وقد رويت قصص كثيرة عن العابدين الذين وجدوا قمّة السّعادة في عبادتهم وقيامهم وخلوتهم مع الرّحمن حتى قال أحدهم لو علم الملوك ما في قلوبنا من السّعادة لجالدونا عليها بالسّيوف. ولكي يحصل الإنسان على السّعادة عليه أن يتخلّص من الطّاقة السّلبيّة التي تدمّر نفسيّة الإنسان وتجعله فريسةً سهلةً للأمراض النّفسيّة، ويكون التّخلص من الطّاقة السّلبيّة من خلال الإختلاط مع النّاس ومجالستهم وتعلّم كلّ ما هو جديد في الحياة. وأخيرًا على من يبحث عن السّعادة أن يضع هدفًا يسعى لتحقيقه في الحياة، ذلك بأنّ الوصول إلى الهدف وتحقيقه ببذل الجهد والعمل يعدّ نوعًا من أنواع النّجاح التي تبعث في النّفس السّرور والفرحة، فعلى الإنسان أن يضع أهدافه في الحياة حتّى يشعر بقيمته ونجاحاته.