سلايد 1
كيف تحصل على السعادة الحقيقية
دوماً نتساءل عن شعور بعض الأشخاص عن السعادة الحقيقية، التي تلازمهم رغم كل الآلام المحيطة حولهم، ولكن! في كل الأحوال نسعى جميعنا لتحقيق السعادة المنشودة، ويبقي السؤال المرافق لعقولنا، كيف نحقق السعادة؟ وما هي السعادة أساساً؟ وهل هي شيء معنوي أم شيء مادي؟ وتبقي التساؤلات تتراوح بين الأفكار مع الجميع. ومع ذلك؛ تجد البعض يشعر بسعادة ليست بسيطة بل وإنما سعادة قوية جداً، تجتاز حدود السعادة الطبيعية، لهذا بدأنا نفكر بالإجابة عن كيفية تحقيق السعادة لأنفسنا رغم المآسي الملمة في أمور الحياة الكثيرة. لذا عزيزي القارئ، فكرنا أن ننتقل معاً لعالم السعادة، ونعرف سوياً ما الذي يجلب السعادة للقلب، والراحة للنفس، واعتبر نفسك في رحلة إلى العالم الآخر المليء بالسعادة، ولنصل للأفضل. فبداية دعونا نتعرف على ماهية السعادة السعادة هي تغير حالة الشخص من السيئ للأفضل، فهي بكل بساطة عبارة عن غياب لأي مشاعر سلبية أو غير سوية اتجاه المشاكل التي تواجهك في حياتك اليومية، وتخليك عن شعورك بالخوف الدائم من المستقبل أو الحاضر، وحالة الاكتئاب المدوية في عقلك، فالسعادة ليست إلا تحويل مشاعرك السلبية لمشاعر ايجابية، مهما كانت الأفكار المتعبة في ذهنك. فكلما ابتعدت أفكارك عن المشاعر السيئة، كلما كنت أقرب للحصول على السعادة، بعيداً عن تلك الشحنات السلبية المخضة لك.فمثلاً، لو كنت غير واثق بنفسك وقدراتك، وتفاجأت بنقدٍ ما، وأثر عليكَ سلباً، فهذا سيحولك من طبيعة ايجابية لطبيعة سلبية، مما يعني أن مشاعر السلبية اجتاحتك، ولغت عمل هرمون السعادة، ولكن لو حاولت أن تتناسي همومك وأفكار النقد التي وجهت لك، وقررت أن تأخذها بإيجابية أكثر، لتحسن من قدراتك وتكون أفضل، فستتغير حالتك ويبدأ هرمون السعادة بالإنتاج لديك، وتبدأ بالشعور بالسعادة الحقيقية. كما لو أنك أنتجت عملاً ما، فستشعر بالسعادة، ولو ساعدت شخصاً ما فستشعر بالسعادة أيضاً، فهي شيء ملموس ومعنوي بالإحساس. ويتساءل البعض، بأنه يشعر بسعادة مؤقتة وبعدها يتحول للحالة الكئيبة المعتاد عليها، فهنا نقول له أن اعتمادك على أفكار سريعة للسعادة ليست الحل السليم، كمجرد سفرك لمكان ما، فإن كنت من داخلك غير سعيد، فهذا يعني أن سفرك مجرد سعادة مؤقتة، ولكن لو كنت سعيد من الداخل وتشعر بالراحة، فستكون سعادتك بالسفر أكثر من ذلك، بل وستبقي على حالة السعادة وتغيرها للأفضل.إن كنت لا تشعر بالسعادة الحقيقية، كلما غيرت مكانك، وكلما سافرت، وكلما زاد نجاحك، وما زلت تعاني من قلة السعادة الحقيقية. إذن أين هي السعادة الحقيقية؟ وأين نجدها؟ هل هي في المال؟ هل هي في الأسرة؟ هل هي في العلاقات الكثيرة؟ هل هي في المناصب وغيرها؟ هل هي موجودة بكل هذه التساؤلات، إن وجدت كل هذه الأشياء معك وفي حياتك، ولم تجد السعادة الحقيقية، فأنت بكل تأكيد لم تفهم المعني الحقيقي للسعادة، ولم تعرف أساس السعادة. إذن أنت الآن تبحث عن السعادة، ولكن لست متيقن منها، وبحاجة لمن يساندك لمعرفتها جيداً، لذلك ركز في هذه الآية القرآنية، والتي سترشدك للحياة الأكثر سعادة، وتكمن سعادتك في امتحانك في الحياة واجتيازه بنجاح لتفوز بالجنة، وتنجو من النار، واستمتاعك رؤية وجه ربك الكريم، حيث قال الله عز وجل: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ [هود:108 ]. عزيزي القارئ، السعادة لا تقف عند حد المال، الأسرة، الحب، العلاقات، المناصب، والشهوات، بل هناك ما يسمي بصفاء القلب ونقاءه، وجمال روحك خفيفة الظل. تعرف على كيفية تحقيق السعادة تعتبر السعادة هبة من الله، حيث يمنحها جزاءً لعباده الذي يقومون بالأعمال النبيلة دائماً، فيحصلون عليها مقابل ما عرّفنا الله عليه، من إشباع النفس بالطمأنينة.ونذكر بعض الأمور الأساسية التي تجعلك تحقق سعادتك ولو بنسبة 80%: الشعور بالرضا بما منحك الله به دون قنوط. رسم البسمة على شفاه المرضي ذوي الاحتياجات الخاصة مثلاً، أو كل من يحتاج لرسم البسمة على شفاهه. تقديم العون لمن يحتاجها، كمساعدة أطفال فقراء، أو بمجرد بمساعدة رجل أو امرأة عجوز في الشارع. تغيير الأفكار السلبية بأفكار إيجابية، من شأنها أن تحول مزاجك السيء لمزاج سعيد. الاعتراف بأن السعادة من الداخل، وليست سلعة تشتري، فإن رغبت بشرائها فاشتريها من داخلك. السعادة في ذكر الله عز وجل، وتنفيذ كل ما جاء في كتابه العزيز، وهذا أهم شيء لتحصل على السعادة من الإله. السعادة تجدها في حفظ لسانك من الاغتياب، والبعد عن النميمة، أي بعدك عن كل ما حرمه الله. وصايا تساعدك على الاستمتاع بالسعادة المرجوّة يعتقد البعض بأن السعادة بعيدة المنال عن الإنسان، وصعبة التحقيق، ولكن نقدم لكم بعض من الوصايا التي تساعدك على الاستمتاع بالسعادة المرجوّة، وتذوق طعم الحياة والراحة الحقيقية. وهذه الوصايا هي: كن مؤمناً بالله عز وجل، فكلما قويّ إيمانك، كلما زاد إحساسك بالسعادة الحقيقية، ولكن كلما قل إيمانك، فزاد شعورك بالقلق والكآبة والملل والحزن. كن مؤمناً بالقضاء والقدر، وكن صابراً على ابتلاء الله لك، فقال رسول الله (صلّ الله عليه وسلم): “عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له”. تعايش مع الواقع، وعشها بعقلانية، ودع للراحة قسط كبير، وتناول طعامك جيداً. اجعل لنفسك هدفاً في الحياة، لكن ابتعد عن أن يكون هدفك ذاته الطمع، وضع لحياتك فلسفة التعاون مع المجتمع والجماعة. تقبل الحياة على عيوبها، فمهما رغبت واشتهيت، فلا تقنط منها واقبلها كما هي. لا تحمل الأمر أكثر من اللازم، ولا تترك الإخفاق يثبط من عزيمتك وهمتك، واحرص على تشجيع ذاتك بنفسك في الأزمات والمحن التي تواجهك. لا تتباطأ في اتخاذ قرارتك أو حتى تتلكأ فيها، واحرص على تحمل المسؤولية من عواقب تلك القرارات، مهما كانت نتائج تلك القرارات دون أن تخاف أو تذعر منها. تعايش مع الحاضر، ولا تترك الأفق البعيدة تتعدي حدود 24–ساعة، كما قيل: “إن ما فات مات، وإن كل ما هو آتٍ آتْ، ولا يعمله إلا الله وحده”. لا تثقل كاهلك بهموم الدنيا، وتحملها ما لا طاقة لها به، فتعلّم أن تضحك، وتروض نفسك دائماً على المرح، وإشراك من حولك بالابتسامة. لا تفوّت المناسبات المرحة والسعيدة، فهي تزيد من ابتهاجك وانشراحك، وصبّ كل اهتماماتك في كثير من ما يجلب لك التسلية، ولا تنظر لعملك بأنه سيجلب المتعة دون أن تهتم فيه. اجعل لحياتك البساطة، وبسطها بكل ما في وسعك، وأبتعد عن كل ما هو تافه. تعود على النشاط في العمل، وكن شخصاً عملياً أكثر مما عليه، فإن كانت أمورك لا تجري كما ترغب، فحاول أن تغير ما أنت عليه في هذا الوقت، كالتنزه أو اللعب أو التسلية، المهم لا تجلس وأنت مكتوف الأيدي. دع عنوان حياتك الأساسي هو المرح وهدوء البال من المصاعب التي لا طائل تحتها. السعادة موجودة في ذاتك فلا تسافر لتطلبها، فكل شخص لديه قواعد وأساسيات السعادة، ولكن الغالبية العظمي لا يراها، ولا يفكر في أن ينظر لنفسه، بل دائماً ينظر لغيره، لذلك حاول أن تبحث عنها في داخلك، لا في داخل الغير. أخيراً كن جميلاً تري كل ما في الوجود جميلاً.