طريقة كتابة شعر حر

الشعر الحر هو أحد محطات تطور الشعر العربي، وقد ظهرت مدرسة الشعر الحر حديثاً في اللغة العربية في الفترة التي صاحبت التحولات الوطنية في الدول العربية والخروج عن العادات القديمة، واعتبر النقاد الشعر الحر هو أحد علامات مرحلة التحرر الوطني في الدول العربية، التي كانت أغلبها إما قد تخلصت من الإحتلال حديثاً، أو في طريقها إلى ذلك ولكنها تغلي بمشاعر الوطنية والرغبة في التخلص من الإحتلال، وكان من علامات تلك الفترة الضغط النفسي الشديد والمجتمعي والقمع في العديد من الدول العربية الواقعة تحت الاحتلال خاصة، لذا كان الشعر الحر هو التعبير عن تحطيم تلك القيود التي تم تقييد الشعراء والشعوب بها، وقد أتى ليعبر عما يجوب في ضمير الشعوب العربية من خلال الإنطلاق من ذاتية الشاعر ليمثل مرحلة تحول كبرى في الشعر العربي ما زالت أصداؤها تتردد في المنابر الثقافية في الدول العربية. ومن أشهر علامات تلك المدرسة الشعرية نجد نازك الملائكة من العراق، وأمل دنقل من مصر، وصلاح عبد الصبور من مصر، ومحمود درويش من فلسطين. ولكي تستطيع كتابة شعر حر يجب أولاً ان تتمتع بالموهبة الكافية والقدرة على استخدام اللغة العربية ومفرداتها والتعبير عمّا يجول في خاطرك بصورة جميلة وتركيبات لغوية جديدة وممتعة للمتلقي، بالإضافة إلى التدريب المستمر على البناء الشعري وكتابة القصيدة. ومن أجل تحقيق ذلك يجب أن تنمّي موهبتك من خلال: القراءة المستمرة، حيث يجب أن تبدأ بقراءة الأعمال الكاملة للشعراء السابق ذكرهم مع آخرين من الكتاب الأحدث في دولتك أو في غيرها، كما أنه عليك عدم الإكتفاء بقراءة الشعر الحر، بل إن الشعر العربي بأكمله مصدر معرفي ضخم لأي شاعر، ويعيب شعراء تلك الأيام عدم قراءاتهم المتعمقة في الشعر العربي، سواء الجاهلي منه أو الأموي أو العباسي أو غير ذلك، بالإضافة إلى القراءات المتنوعة في الفلسفة والنثر والتاريخ وعلم النفس والأساطير، وذلك من أجل القدرة على تكوين وجهة نظر في الحياة والنفاذ إلى أعماق الذات الإنسانية بطريقة تتيح لك التعبير عنها فيما بعد بلغة وبناء شعريين قويين. بالإضافة إلى القراءة يجب أن تهتم كذلك بالتدريب على الكتابة، فالشعر الحر له قواعده التي يمكن أن تعرفها من كتب النقد، والتي عليك بأن تتقنها أولاً، بل وتتقن ما قبلها أيضاً من أجل القدرة على التعمق وتحطيم تلك القيود فيما بعد، ويأتي ذلك بالتدريب والكتابة المستمرة بشكل يومي.