ادب الروايةمقالات
تعريف الشخصية
مفهوم الشخصية يصف مفهوم الشخصية مجموعة السمات التي تكوّن شخصية الأفراد، وهذه السمات تختلف من شخص إلى آخر، حيث يتفرّد كلّ شخص بصفات تميّزه عن غيره، ويندرج تحت مصطلح الشخصية في العادة مفهومان أو معنيان وهما: المهارات الاجتماعية والتفاعلية مع البيئة الخارجيّة، كما تشترك الكثير من العلوم في دراسة مكنونات الشخصية الإنسانية وما وراءها بمنظور علمي ومتخصص من أهمها: علم النفس وعلم الاجتماع، وعلم الطب النفسي الشخصية هناك تعريفات عدة لمفهوم الشخصية، تختلف باختلاف مجال دراستها والعلم الذي يدرسها، ومن أبرز التعريفات العامة للشخصية: تعريفات علماء النفس للشخصية من أبرز تعريفات علماء النفس للشخصية:عرّفها العالم كمف بأنّها الطرق والاستجابات التوافقيّة للفرد مع بيئته؛ أي حالة التوازن بين الدوافع الذاتيّة والمُتطلّبات البيئيّة. وكان تعريف مورتن بريس يفسّر الشخصية على أنّها المجموع الشامل لخصائص الفرد، والاستعدادات البيولوجيّة المورّثة، والخبرات والأنماط المكتسَبة من البيئة الخارجيّة، ويركز هذا التعريف على النواحي والجوانب الداخليّة التي تُكوِّن شخصية الفرد. عرّف بودن الشخصيّة على أنها الاتجاهات والميول المتأصّلة والثابتة عند الإنسان، والتي تضبط عمليّة التوافق بين الفرد وبيئته. وعرّف روباك الشخصيّة بأنها مجموعة من الاستجابات والاستعدادات والاتجاهات الاجتماعيّة والمعرفيّة والانفعاليّة. وعرّفها ماي وفليمنغ بأنها مُجمل السمات والصفات والعادات التي من شأنها التأثير في الآخرين واتجاهاتهم. وكان تعريف عثمان فراح للشخصيّة على أنها التنظيم الهيكليّ الداخليّ لاستجابات الفرد الانفعاليّة الذاتيّة والخارجيّة، بالإضافة إلى العمليات العقلية العليا، كالإدراك والتذكّر التي تحدّد شكل الأنماط السلوكيّة الاستجابية للفرد تعريفات علماء الاجتماع للشخصية عرف علماء الاجتماع الشخصيّة تعريفات عدة باعتبارها أحد العناصر الأساسيّة للحقيقة الاجتماعيّة، فكان من أبرز هذه التعريفات:عرّف بيسانر الشخصية على أنها العادات والأنماط والسمات الخاصّة بفرد معين، والتي تَنتُج عن العوامل الوراثيّة البيولوجيّة والاجتماعيّة المُكتسَبة والثقافية. وعرف كلٌّ من أوجبرن ونيمكوف الشخصيّة على أنها التوافق والتكامل النفسيّ والاجتماعيّ للسلوك الإنسانيّ، حيث يُعبّر هذا التوافق عن العادات، والاتجاهات، والآراء، والاستجابات المختلفة لكافة المثيرات. مفهوم الشخصية في الفلسفة بدأ الحديث عن مفهوم الشخصية في القرن الخامس قبل الميلاد، وكان أول من أشار إلى شرح ودراسة الشخصيّة ومكنوناتها الفيلسوف هيبوقرا، حيث كان يرى أنّ أهم العوامل التي تُحدّد بها الشخصية هي المزاج، والأخلاق، والطبقات الاجتماعيّة، أما الفيلسوف كارتيشمر فقسّم الشخصيّة إلى جانبين مُهمّين مُكمّلَين لبعضهما ومن غير الممكن الفصل بينهما، وهما: جانب المظهر الذاتي وهو اتجاهات الذات ونظرتها نحو نفسها، وجانب المظهر الموضوعيّ المتعلّق بالاستجابات للمثيرات المختلفة والتفاعل مع الآخرين. يظهر ارتباط المظهر الذاتي بالمظهر الموضوعي في أنّ الشعور بالتفرّد والتميّز في مهارة أو مجال معين بين الآخرين متطلّب واضح للمظهر الذاتي والنظرة الذاتية.تعريفات أخرى للشخصية هناك الكثير من التعريفات العلمية الأخرى لمفهوم الشخصية، ومنها: الشخصيّة هي التنظيم الشخصيّ للفرد، والذي يحوي جميع الأنماط والتفاعلات السلوكيّة التي لها الدور المهم في اختياره لطريقته الخاصة في تكيفه وتفاعله مع بيئته.مجموعة من الصفات والسمات الانفعاليّة والاجتماعيّة والجسميّة والعقلية التي تميز الفرد عن من حوله سواءً كانت بيولوجيّة فطريّة موروثة أو بيئية مكتسَبة.البناء الوظيفي للشخصية يحتوي البناء الوظيفي للشخصية على مكونات متكاملة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحالة الاستقرار والخلو من الاضطرابات، ويظهر الاعتلال والشذوذ في البناء العام للشخصية، في حال الاختلال في أحد المكونات أو العلاقة فيما بينها، ومن هذه المكونات المكونات الجسمية: وهي عبارة عن المظهر العام للفرد من الوزن والطول، والسلامة الجسمية العامة، ووجود حالات العجز الجسمي، ومستوى كفاءة المهارات الحركية، والنشاط الإجمالي للفرد في مختلف المواقف الحياتيّة، بالإضافة إلى وظائف الأعضاء، والأجهزة الداخليّة كالجهاز العصبيّ، والدوريّ، والهضمي وغيرها. المكونات العقلية المعرفية: وتتضمن وظائف العقل والدماغ، كالذكاء العام، وكفاءة القدرات العقليّة، بالإضافة إلى القدرات والمهارات اللغويّة واللفظيّة، ومستوى الأداء للعمليّات العقليّة العليا، كالتحليل، والتركيب، والحفظ، والتذكّر وغيرها. المكونات الانفعالية: وهي طرق الاستجابة التي يتميّز بها الفرد اتجاه المثيرات المختلفة، كالحب، أو الغضب، أو الفرح، أو الحزن وغيرها، بالإضافة إلى مستوى الاستقرار والثبات الانفعالي، ومدى انحصار هذه الانفعالات في دائرة العواطف والمشاعر. المكونات الاجتماعية: هي المكونات التي ترتبط بشكل مباشر بأساليب التنشئة الأسريّة والاجتماعيّة في المنزل أو المدرسة أو محيط الأصدقاء، بالإضافة إلى القيم والاتجاهات، وأدوار الفرد في المجتمع. العوامل المؤثرة في الشخصية تتأثر الشخصية الإنسانية سلباً وإيجاباً بالكثير من العوامل، ومن أهمها: أساليب وطرق التنشئة الأسرية: يظهر الأثر الواضح للأسرة في تكوين شخصية الفرد، حيث إنّها البيئة الأولى التي يحتكّ بها منذ ولادته، فيكتسب منها الكثير من المهارات والخبرات والأنماط السلوكيّة التي من شأنها أن تؤثّر في شخصية الفرد بشكل سلبي أو إيجابي، بالإضافة إلى أن الأسرة التي تتسم بالهدوء والاستقرار تمنح أفرادها الطمأنينة والثقة بالنفس. العوامل البيئية الخارجية: تؤثر جميع أنواع التنشئة الأسرية والاجتماعية في المنزل والمدرسة والمجتمع العام في البناء التكوينيّ للشخصيّة الإنسانيّة، وتظهر هذه العوامل بأشكال كثيرة كالأعراف والتقاليد والقيم والمعتقدات الدينيّة، فتختلف سمات الأفراد وشخصياتهم بالتفاعل المتبادل مع هذه البيئة. العوامل الجسمية الداخلية: وهي العوامل الفسيولوجية التي تؤثر في تكوين شخصية الفرد، كالاضطرابات في إفرازات الغدد المختلفة، فإن انخفاض إفراز هرمونات الغدة الدرقية تجعل من الفرد خمولاً وغير قادر على التركيز للقيام بالمهام المختلفة، كذلك فإن الاختلال في إفرازات الغدة النخاميّة قد تؤثر في عملية التوازن الحركي العام للجسم، بالإضافة إلى أنّ البنية العامة للجسم لها الأثر الواضح في تكوين شخصيّة الفرد، فإن الشخص الذي يملك البنية الجسديّة الضخمة والعضليّة يميل إلى حب السيطرة، وتولّي المواقع القياديّة في مجتمعه، أما الفرد صاحب البنية الجسديّة الضعيفة والنحيلة فقد يكون أقل إقبالاً على الحياة الاجتماعيّة، ويميل إلى الابتعاد عن المواقف التنافسيّة.
المراجع ↑ أحمد عبد الخالق (1987)، الأبعاد الأساسية للشخصية (الطبعة الرابعة)، الإسكندرية: دار المعرفة الاجتماعية، صفحة 299. ^ أ ب معمري أحمد، حملاوي رضوان، بولال مبروك، كفاءة أستاذ التربية البدنية والرياضية وأثرها على أدائه المهني، صفحة 9-12. ↑ عائشة البادي، بعض سمات الشخصية وعلاقتها بفاعلية الذات لدى الأخصائيين الاجتماعيين، صفحة 17. ↑ عثمان فراح، عبد السلام عبد الغفار (1977)، الشخصية وعلم النفس الاجتماعي، القاهرة: دار النهضة العربية، صفحة 251. ↑ معمري أحمد، حملاوي رضوان، بولال مبروك، كفاءة أستاذ التربية البدنية والرياضية وأثرها على أدائه المهني، صفحة 10-11. ↑ “تعريف الشخصية”، جامعة بابل-كلية الفنون الجميلة، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2017. ↑ حامد زهران (2005)، الصحة الفسية والعلاج النفسي (الطبعة الرابعة)، مصر: عالم الكتب، صفحة 533. ↑ نضال الشمالي، العوامل الخمسة للشخصية وعلاقتها بالاكتئاب لدى المرضى المترددين على مركز غزة المجتمعي – برنامج غزة للصحة النفسية، صفحة 19-20. ↑ “العوامل المؤثرة في الشخصية الإنسانية”، منهل الثقافة التربوية، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2017. ↑ “العوامل المؤثرة في الشخصية”، جامعة بابل – كلية العلوم الأساسية، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2017.