مقالات
10 أبيات من شعر الإمام الشافعي
بدأ الإمام الشافعي في أول أمره يطلب الشعر والأدب و التاريخ ، ثم توجه إلى الفقه والحديث ،وكان حاد الذكاء قوي الحافظه فصيح اللسان بليغ الحجة في لغة العرب عاش فترة من صباه في بني هذيل فكان لذلك اثر واضحا على فصاحته وتضلعه في اللغة والادب والنحو . و إضافة إلى العلم الغزير الذي تركه الشافعي و صار مذهبا من المذاهب الأربعة ، فقد عرف عنه كتابة الشعر و حفظه و قد تميز شعره بكونه شعرا تأمليا يحتوي على معاني و حكم عظيمة .و قد كان الشافعي منكبا على الشعر ثم تحول رحمه الله الى الفقه
و قد نسبت إليه أبيات من الشعر صارت من أشهر الحكم و المواعظ ، فإليكم بعضا من أفضل ما قاله الشافعي من أبيات شعرية :
في إدراك العلم :
لا يدرك الحكمة من عمره يكدح في مصلحة الأهـل
ولا ينــال العلم إلا فتى خال من الأفكار والشغـل
لو أن لقمان الحكيم الذي سارت به الركبان بالفضل
بُلي بفقر وعـيـال لمـا فرق بين التبن والبقــل
َ سُوءَ حِفْظِي فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصيوَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ ونورُ الله لا يهدى لعاصي.
في القناعة و الرضا :
أمطري لؤلؤاًجبالَ سرنديـ ـبَ وَفِيضي آبارَ تكرورَ تِبْرَا
أَنَا إنْ عِشْتُ لَسْتُ أعْدَمُ قُوتاً وَإذا متّ لَسْتُ أعْدَمُ قَبْرَا
همتي همَّةُ الملوكِ ونفسي نَفْسُ حُرٍّ تَرَى الْمَذَلَّة َ كُفْرَا
وإذا ما قنعتُ بالقوتِ عمري فَلِمَاذَا أزورُ زَيْداً وَعَمْرَا
إذا أصبحتُ عندي قوتُ يومي فخلُ الهمُ عنّي يا سعيدُ
وَلاَ تخطرْ هُمُوم غَد بِبَالي فإنَّ غَداً لَهُ رِزْقٌ جَدِيدُ
أسلم إن أراد الله أمراً فَأَتْرُكُ مَا أُرِيدُ لِمَا مَا يريدُ
في الزمان و أهله
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب
لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادها تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
تموت الأسود في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل قد ينام على حرير وذو علم مفارشه التراب
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقـصى قـاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها وليس يكسف الا الشمس والقمر
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزمانا عيب سوانا
في تقوى الله و الرزق:
عليك بتقوى الله ان كنت غافلا يأتيك بالارزاق من جيث لاتدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن ان الرزق يأتي بقوة مـا أكـل الـعصفـور مـن النسـر
نزول عـن الدنـيا فـأنك لا تدري أذا جن ليل هل تعش الى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
المصدر : حكم وأمثال وكلام من ذهب