ثقافة عالمية
الكُتاب العرب وتجديد الخطاب الثقافي..أسئلة النهوض والمشروع التنويري
شكلت الثقافة دوماً حجر الزاوية في أي بناء حضاري، وظل المثقفون دوماً رواد التنوير، يدعمون بأفكارهم ركائز البناء، ويواجهون عوامل الهدم بكل ما أوتيت الثقافة من قوة خطاب، وقد انبنت الكثير من المشاريع والرؤى الحضارية على مرجعيات ثقافية عميقة، اتكأت على توجيـــهاتها وتصورها للإصلاح الاجتماعي.
فعصور النهضة عبر مسارات تاريخ الأمم، أضاءها الكتابُ والشعراء والفلاسفة والمفكرون، من خلال إبداعهم، وبصموا عبر مفاصلها بدمغتهم الخاصة والفارقة، فمجالس الحكماء من العصر الإغريقي ضمت فلاسفة، قدمـــوا تصوراتهم للدولة والتطور.
كما تلمع في أوروبا عصور النهضة والتنوير أسماء كفولتير وجان جاك روسو، وفي عالمنا العربي، لاتزال أسماء عصر النهضة حاضرة بأفكارها ومشاريعها الإصلاحية، كما قامت دول عملاقة وإمبراطوريات على أســـاس مرجعيات نظرية لمفكرين وكتاب.
لكن يلاحظ حالياً غياب للأسماء الكبيرة والمؤثرة في عصر تكنولوجي متسارع، التقت مجموعة من الكتاب والمثقفين المشاركين في ملتقى اتحاد الكتاب والأدباء العرب، الذي نظم أخيراً في مدينة العين، وناقشت معهم مجموعة من التساؤلات حول المثقف العربي والكتاب العرب ودورهم في تجديد الخطاب الثقافي العربي، وقد لاحظنا غياباً كبيراً لكتاب الجمهور أو الكتاب المعروفين عن أنشطة اتحاد الكتاب العرب والحضور في أنشطته التنظيمية.
وقد يكون مرد هذا الأمر هروب المبدع من المظلات النقابية، أياً كانت، وربما لأسباب تنظيمية بحتة، تحدد التشكيلات المُشاركة، وقد تساءلنا عن ذلك، كما تساءلنا عن سلطة الثقافة، أم أنها مجرد أداة من أدوات السلطة؟ وحدود هذه السلطة وتأثيراتها.
وكذلك قوة الفعل الثقافي أو الممارسة الثقافية للمثقفين، لكونها محاصرة ومحصورة في زوايا النخب، حيث يكاد الخطاب الثقافي لا يُلامس الآليات المتغيرة لإنتاج المعرفة، ما يعيق تمرير رسالته إلى الأجيال الجديدة، وسبل البحث عن آليات أكثر واقعية وديناميكية في هذا الشأن.
إضافة إلى دور الثقافة في مواجهة الإرهاب، والغلو الفكري، والذي كان محوراً رئيسياً لندوة الملتقى، كما ناقشنا مُخرجات الفعل الثقافي الفعال والحقيقي، والذي قد يمكن الدول العربية من استئناف الحضارة، الذي لن يتأتى من غير التعليم الجيد وبلورة الوعي والانضباط بترسانة قيم أكثر قوة وقادرة على مواجهة التشويش وتلغي التناقض بين المنظومات القيمية والواقع وتكرس التعايش وتقبل الآخر.
وأيضاً ما يُعلق من آمال على الكاتب العربي أو المبدع العربي الراهن في هذا الشأن، والدور الفارق المنتظر منه، على غرار رواد النهضة أو العصر التنويري في فترات أخرى، حتى ولو بآليات جديدة في فترة يرى البعض أن الثقافة تعرف فيها انتكاسة، في زمن نعيش فيه التشكيك في المعرفة وفي القيم الفكرية والإنسانية الحقيقية، كما أن الخطاب الثقافي يشهد تراجعاً، نتيجة لمجموعة من المتغيرات.
سلطة الثقافة
الكاتب الإماراتي والدبلوماسي السابق الدكتور يوسف الحسن، أكد أن للثقافة سلطة مهمة وأنها ليست مجرد أداة من أدوات السلطة، لكن في أزمنة مختلفة تؤثر عليها حالات انكسار الوعي الفردي والمجتمعي، لكن حين نعني الثقافة الجادة والناقدة فهي لها سلطة، وتتحمل مسؤوليات كبيرة في الشأن الإبداعي وترقية الذائقة الفنية وتدافع عن اللغة والهوية وكل فنون الإبداع، لذلك فهي سلطة قائمة بذاتها، فقد يختفي وينتهي كل شيء، تنتهي السياسة وينتهي الاقتصاد، ولكن الذي يبقى في نهاية المطاف هو الثقافة.
وأضاف الحسن، أن هناك آفة كبيرة ومؤثرة، وهي ثقافة الإرهاب والتكفير والتعصب والكراهية، التي تفعل فعلها في العقل العربي من خلال موجة كاسحة دمرت نسيج الكثير من المجتمعات العربية، وانتهكت كرامة الإنسان وعطلت إمكانيات التحديث، ورفعت شعارات ظلامية، ومارست أنشطتها تحت شعارات دينية إسلاموية، لكنها لا تعي جوهر الإسلام ولا سماحته، ولا صحيح ثوابت هذا الدين الذي هو دين رحمة، وهذه الأفكار يجب أن نواجهها بثقافة الحياة مقابل ثقافة الموت وثقافة التسامح وقبول الآخر بدل الإقصاء والتعصب، ويجب أن نحيي الفكر التنويري الناقد لمواجهة هذه الثقافة الهابطة الراكدة، بثقافة عقلانية منفتحة تبتعد عن الإقصاء والتكفير.
الثقافة الناقدة
وأضاف أنه، على المبدع العربي أن يواجه ظاهرة الغلو الفكري التي تناسلت خلال العقود الأخيرة، وتغذت بأفكار سوداء وأيضاً بقوى إقليمية وعالمية وأخرى، مغايرة لحقوق الشعوب وحقها في التنمية وحقها في الحياة، واستثمرت في الفراغ والتعليم المُعاق واستخدمت وسائل الاتصال الحديثة وتوفرت لها ملاذات وقوى داعمة مالية وإعلامية ولوجستية اخترقت الجسم العربي، ولكي يواجه المبدع هذه الظاهرة بكل أبعادها الفكرية المستشرية، عليه تعزيز الثقافة الجادة والثقافة النقدية الحية القادرة على مواجهة البنية الثقافية والفكرية لهذا الإرهاب.
فقد ثبت لدينا ولدى العالم أن الاستئصال الأمني ليس كافياً لإنهاء هذا الفكر، ومن الضروري إشراك الفكر، وعلى المبدع أن يقدم ثقافة مقاومة، ومن يملأ هذا الفراغ ويقدم البديل من خلال مشروع ثقافي يدخل الثقافة في التنمية والتعليم، ويعلي من شأنها، في موازنة الدولة وسياساتها، وفي التنمية السياسية وفي المشروع النهضوي للدولة الوطنية وعلى المستوى العربي، فهذه الأدوار هي التي ينبغي أن يتحملها المثقف وتتحملها الدول الوطنية في مشاريعها النهضوية، وإزاء المواجهة الثقافية والفكرية.
شجاعة المثقف
الكاتب البحريني الدكتور حسن مدن رأى أن للثقافة سلطة معنوية كبيرة، إذا أحسن المثقف استخدامها، ويعتمد هذا على المسافة التي يضعها المثقف بينه والسلطة، واستطرد، «لا أقصد هنا سلطة الدولة فحسب، فجميع أشكال السلطات بما فيها المجتمع، قد تصادر الفضاء الخاص بالمثقف وتسيره وفق أجندتها وتوجهاتها الخاصة، وخلافاً للكثير مما يقال، بأنه لم يعد هناك دور للمثقف وأن المثقف أصبح هامشياً وسلبياً فيجب أن نتذكر أن الثقافة العربية حتى في وقتنا الراهن، قدمت شهداء في سبيل الدفاع عن التنوير ودفاعاً عن حرية الفكر ومن أجل التقدم والتنوير والمدنية».
وأكد مدن أنه إذا أراد المثقف أن يوظف مكانته ودوره في عملية التغيير فهو يستطيع، أما إذا تخلى طوعاً عن هذا الدور لمصلحة أي سلطة، أياً كانت، فهذه مسؤولية المثقف، فلا يمكن أن نتحدث عن مسؤولية جماعية ونضع كل المثقفين في خندق واحد، لأن الحراك الثقافي لا يمكن أن ينظر إليه كجسم واحد ومستوٍ، فهناك تضاريس مختلفة تبعاً للأفكار والرؤى المتعددة وأيضاً المواقف، التي اختارها كل مثقف، وأين يقف ومن هذه التناقضات والحوارات الدائرة من حوله.
قيمة مطلقة
وأضاف «علينا أن نعترف أن الأجيال الجديدة تمتلك مهارات خارقة، يمكن توظيفها في المشروع النهضوي، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لحجم التحولات التي تحدث الآن في التقنيات وفي وسائل التواصل وثورة المعلومات، وعلى المثقف أن يستوعب هذه المتغيرات والتحولات الكثيرة المجتمعية والفكرية والثقافية وحتى النفسية في ذائقة وميول الجمهور».
وأكد أن الثقافة كقيمة إنسانية مطلقة لا يمكن أن تنتفي بانتهاء هذا الجيل أو ذاك، فأصالة وجدية المشروع الثقافي هي التي تحدد مدى خلوده والمدى الزمني له، فنحن الآن نعود إلى مخطوطات كتبت باليد منذ قرون، وهي وسائل بدائية بمقاييس هذا الزمن ولكنها بقيت خالدة، فالأدوات متحركة ومتغيرة أما الفكرة نفسها وأصالتها فهي ثابتة، وتبقى الرؤية التنويرية هي السابقة للزمن، وتلك خاصية المبدع الحقيقي والموهوب.
رؤية شاملة
وبخصوص دور الثقافة، قال إن هناك خطراً ماحقاً يواجه الشعوب العربية، واعتبر أن الجبهة الثقافية تعد من أهم الجبهات وأكثرها قوة في هذه المواجهة، فكل التدابير إذا لم تترافق مع رؤية ثقافية شاملة تشمل التعليم وإعداد الأجيال، والنظر بصورة جدية في مناهجنا التربوية، وعلى المثقف الراهن أن يستلهم من تجربة رجال التنوير، كما علينا أن نلاحظ أن رواد عصر النهضة في عالمنا العربي، كانوا رجـال دين، لكن صفة رجال الدين لم تمنع عنهم صفة التنوير، فجمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده ورفاعة الطهطاوي والكواكبي كلهم كانوا رجال دين، والحديث عن هذا التنافر بين الدين والتنوير لا أساس له، وهو أمر مفتعل، ونتاج هذه الحقبة السوداء من تاريخنا، ولو أن الثقافة العربية لم ترتد عن ميراث هؤلاء لكن وضع الثقافة العربية ووضع العالم العربي أفضل بكثير، مما هو عليه اليوم.
حارس الحلم
مراد السوداني الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، النائب الثاني للأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، قال إنه ما بين ثقافة السلطة وسلطة الثقافة مساحة من الجدل على المثقف أن يضطلع بها، لكي يعزز سلطة الثقافة باعتبارها الثابت الحقيقي في مقابلات الممكن السياسي والمتحولات السياسية، لأن المثقف هو الذي يحرس الحلم من الخلخلة، وهو الذي يصر على تأصيل مدارك الأجيال، حيث إن ما يقوله ويفعله يبقى ويظل بعد سقوط كل شيء، وبالتالي المثقف أكثر رسوخاً، وعلى السياسي أن يأخذ من الثقافة ما يُصلب رؤيتــه، ودوره لكي يستند إلى هذا الجذر الثقافي الذي يمنح الكثير للوجدان الجماعي ويمنح السياسة أيضاً فضاءً جــــمالياً ويرمم صورتها بشكل عام.
واستطرد «أن الكثير من مثقفين والكتاب يكتبون لأنفسهم، إذ إن الفعل الثقافي لم يعد فعلاً جماهيرياً مثل ما كان في أيام المد الثوري طيلة سنوات العطاء، ولحظات الالتحام بالجماهير، ورغم ذلك نحن نتطلع في فلسطين كمثقفين تحت شروط الاحتلال ومشارطه، بمقولة منازلة مناجزة ترفض السقوط في اللحظة وان تسقطها اللحظة، تنازل مقولة النقيض وتؤكد رواية فلسطين وحضورها المكتوب بالحبر الساخن وبدماء الشهداء، في الوقت الذي يكتب كتاب العالم بالحبر البارد، لذلك هذا الاستثناء الذي نضطلع به في فلسطين، سواء في الوطن أو الشتات محمول على أدب الالتزام وأدب المقاومة الذي مهما أغيل التراب عليه، إلا أن أغصانه الخضراء ستفلح الصخر وتشق كل مساحات المحل واليباس، لتؤكد حضورها في منازلة اسبارطة الجديدة وأدواتها.
النخب المضادة
وأضاف السوداني أن الجراد الآدمي والفتاوى التكفيرية والنخب المضادة التي اعطت حمولة لكل هذا القتل والدمار وهذه الاستباحة غير المسبوقة وهذا التوحش الآدمي الذي يعاد إنتاجه في كل الفضاءات العربية والعالمية إنما حدث برعاية أجندة خبيثة لتشويه الصورة الحقيقة للإسلام وتستهدف الوعي العربي والإسلامي، لذلك عندما نقول بوجوب أن يكون الأمن الثقافي هو الحاضنة والضمانة لحماية الوعي المجتمعي إنما نعني بذلك ضرورة دحر هذا الفكر.
وأكد أن على الحكومات العربية ان تعيد للمثقف العربي كرامته وهيبته وللمؤسسات الثقافية كرامتها وهيبتها، بأن تغدق على الثقافة الإمكانيات التي تجعل منها قادرة على تخليق الجماليات ومواجهة كل المقولات الكابية، وأن تقدم للأجيال الجديدة في المدارس والمعاهد، وأيضاً من خلال المساجد والوعاظ، المقولة المغربلة من السموم ومن سياقات الأذى التي يمكن أن تلحق بالوجدان الجماعي العربي، فهذه مسؤولية كبرى ولأن الثقافة هي القنطرة الأخيرة والقلعة الأخيرة التي نتحصن بها جميعاً، ضد كل فيروسات القتل والظلام، ومن يريد القتال فهذه فلسطين ومن يريد النضال فهذه فلسطين، لكن هؤلاء الظلاميين يعملون على أجندة مغايرة هدفها تفتيت الأمة.
العقل العربي
إبراهيم درغوفي، وهو قاص وروائي ومترجم تونسي، ونائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين وصف الكاتب بالمتمرد بطبعه، لكن للثقافة والأدب سلطة أكثر مما نتوقع، وهي اليوم تأخذ مسارات متعددة، إذ إن الثقافة ما عادت محصورة في الكتب أو المجلات المتخصصة ولا الندوات التي يكاد يكون حضورها قليلاً، فهناك ثقافة جديدة أصبحت أكثر انتشاراً، وأفرزت بدورها أنماطاً إبداعية أخرى، وعلى المثقف توظيف هذه الوسائل، حيث يعيش الإنسان العربي أمام مجموعة من التناقضات، إذ هناك قيم تغرس في ذاته وتشوش ذاكرته، مقابل قيمه الأصلية الجميلة، ما جعله يعيش نوعاً من الازدواجية.
وأضاف أن على الحكومات أن تحرر عقل الإبداع العربي، فغياب الحريات العامة في الوطن العربي جعل المبدع يخاف من الكلمة، التي قد تقوده إلى الاعتقال، هذا في الإطار المعنوي أما في الإطار الفعــــلي، فوزارات الثقافة لا تشكل ميزانيـــتها شيئاً مــقابل مـــيزانيات وزارات الدفاع وغيرها، ومن الواجب على السلطة أن تدعم الكتب وأن تدعم الفكر التنويري، وأن تكافح الخرافة والغلو، وتشجع الانفتاح وتقبل الآخر وتفتح باب القول للمبدع وأن تضمن له إمكانيات كبيرة تحرر العقل وتضمن التقدم.
ابتداع فكر متجدد
الكاتب طلال الرميضي الأمين العام لرابطة الأدباء والكتاب الكويتيين ،قال عن تأثيير الثقافة إنه، متى ما أجاد المثقف إرسال رسالة تلامس عقل الجمهور، وألا تكون مقصورة على النخبة فقط، فقد وفق في تمرير رسالته، وعلى راسمي السياسات الثقافية ابتداع فكر متجدد وفعاليات ثقافية تتوافق مع كافة أهواء طيف المجتمع لجذب الجمهور، من خلال الخطاب والأسلوب والطريقة وتغيير الأدوات،على المثقف أن يستغل مختلف الوسائط حتى يتم القيام بدور تنويري ناجح.
حان وقت زهو الثقافة العربية
الكاتب والباحث عبد المنعم أبو القاسم العبادي، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد القومي للأدباء والكتّاب السودانيين، أكد أن الثقافة العربية ترتكز على جذور حضارية قوية، من أهمها الإسلام الذي يعد مكوِّناً عظيماً من مكونات الثقافة، وقد انتشر في مشارق الأرض ومغاربها، حتى أصبح اليوم عدد المسلمين أكثر من مليار، وقد بدأ هذا من بيعتي العقبة الأولى والعقبة الثانية، حيث امتد وانتشر وجعل لهذه الأمة قوة وتأثيراً في مدة قصيرة، مضيفاً: «أننا كنَّا نعيش في جماعات منتظمة، الفرد فيها للكل، والكل للفرد، أما الإنسان العربي في هذه الأيام، فقد صار انتماؤه إلى نفسه، ولا يهتم كثيراً بشأن الجماعة، وهذا الواقع الذي نعيشه الآن سنحتاج فيه إلى تجاوز الخلافات الدينية والمذهبية والإثنية والعقائدية».
وعن أزمة الثقافة التي يتعلق جانب منها بأشياء في صميم حياة المبدع، أولها الحياة المعيشية، فأوضح «أن هناك إجحافاً في حقه، فحتى الإصدارات، التي يكتبها ويجتهد فيها ويعتبرها أحد أبنائه، لا تجد القنوات الطبيعية التي تدعمها لتعود بالنفع على الكاتب. وأنا لم أشاهد شاعراً أو كاتباً اعتنى بإنتاجه وبإبداعه سوى قلة»، مضيفاً أن على الكتّاب مواكبة المتغيرات وتقديم خطاب متجدد مقبول من الأجيال الجديدة ومستساغ، ومؤكداً أنه حان الوقت لتظهر الثقافة العربية بكل قوتها وتاريخها العميق وزهوها الحضاري، لتواجه الكساد الفكري، وهي قادرة على ذلك.
رواد النهضة
جمال الدين الأفغاني
(1838 – 1897 م) يعد أحد الأعلام البارزين في النهضة العربية، ومن أعلام الفكر الإسلامي بالنسبة للتجديد، ترك بصمة واضحة، من خلال فكره وتأثيره في جيله والأجيال اللاحقة.
محمد عبده
(1849- 1905 م) عالم دين وفقيه ومجدد مصري، يعد أحد رموز التجديد في الفقه الإسلامي، ومن دعاة النهضة والإصلاح ومحاربة الجمود الفكري والحضاري، وإعادة إحياء الأمة، من أهم مؤلفاته «رسالة التوحيد»، و«الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية».
عبد الحميد بن باديس
(1889- 1940 م) من رجال الإصلاح في الوطن العربي، وأحد رواد النهضة الإسلامية، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقد اشتهر بمنهجه التدريسي الإحيائي.
نيقولا حداد
(1878 – 1954 م) من طلائع رواد النهضة العربية، وهو صحافي وشاعر، ولد في صيدا بلبنان، وهاجر إلى مصر، حيث عمل في الصحافة، من كتبه «وداعاً أيها الشرق»، و«آدم الجديد» وعدد من المؤلفات ذات الطابع الاجتماعي والعلمي.
فرح أنطون
(1874 -1922 م)، من أعلام النهضة العلمانيّة العربية. هاجر من طرابلس لبنان إلى القاهرة عام 1897، وهو صحافي وروائي ومسرحي وكاتب سياسي واجتماعي.
رفاعة الطهطاوي
(1801 – 1873) من قادة النهضة العلمية في مصر، من أشهر كتبه وآثاره الفكرية «تخليص الإبريز في تلخيص باريز»، و«المرشد الأمين في تربية البنات والبنين».
عبد الرحمن الكواكبي
(1855 – 1902م) مفكر سوري وأحد رواد النهضة العربية ومفكريها في القرن التاسع عشر، وأحد مؤسسي الفكر القومي العربي، اشتهر بكتاب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»، الذي يعد من أهم الكتب العربية في القرن التاسع عشر.
مالك بن نبي
(1905-1873م) مفكر جزائري وأحد رُوّاد النهضة، وأحد أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة، من كتبه «الظاهرة القرآنية»، و«شروط النهضة».
درية شفيق
(1908 – 1975) من رواد حركة تحرير المرأة في مصر في النصف الأول من القرن العشرين، أصدرت دوريات أدبية عدة منها مجلة المرأة الجديدة ومجلة بنت النيل، وترجمت القرآن الكريم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
شبلي شميّل
(1850 – 1917م) كاتب لبناني من طلائع النهضة العربية، درس في باريس، ثم استقر في مصر، من مؤلفاته «تحقيق لكتاب فصول أبقراط»، و«تحقيق لكتاب أرجوزة لابن سينا».
المصدر : البيان الاماراتية