ثقافة الشرقسلايد 1
صور.. 4 مبانى بالإسكندرية هدمت.. وقائمة طويلة تهدد التراث
“الإسكندرية قطر الندى، نفثة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء، وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع، العمارة الضخمة الشاهقة تطالعك كوجه قديم، يستقر فى ذاكرتك فأنت تعرفه لكنه ينظر إلى لا شىء فى لا مبالاة فلا يعرفك” هكذا قال الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ فى إحدى حكايته عن مدينة الإسكندرية.
مدينة الإسكندرية أحد أجمل مدن العالم المليئة بالمشاهد الساحرة، والعامرة بالعديد من الأبنية الأثرية والمبانى ذات الطابع التراثى المميز، تبقى دائما صاحبة سحر مميز تخفق إليها القلوب وتهبط إليها أنظار عاشقيها.
ومرت على الإسكندرية خلال السنوات والأوانة الأخيرة العديد من ظواهر التعدى على المظاهر التراثية من الأبنية والمسارح الفنية والحدائق المميزة، بالهدم والتشوية، وبعضها بحجة التطوير.
الغريب فى الأمر أن عددا كبيرا من الأبنية التى تعرضت للهدم، كانت الهدف منها بناء أبراج سكنية كبيرة، يقف خلفها عدد من المقاولين ورجال الأعمال، بهدف الربح من تلك الأبراج، والتى بعد بنائها يكون بعضها معرض للسقوط والإزالة لعدم تطباق المواصفات الصحيحة فى البناء.
وكانت من أبرز مشاهد الهدم التى تعرضت لها المدينة خلال الفترات الماضية:
فيلا ” أمبرون”
تعد فيلا “أمبرون” بحى محرم بك من أقدم الفيلات الأثرية، حيث فوجئ أهالى الحى بهدم فيلا “أمبرون” الأثرية، بالكامل وذلك بعد حصول المالك على حكم محكمة بخروجها من مجلد التراث، وبالتالى يحق له التصرف بها سواء بالهدم أو البيع.
والفيلا تم تشيدها عام 1920من تصميم المهندس المعمارى “بيل إيبوك” وشيدت على الطراز الإيطالى، كانت ملكا لعائلة المقاول الإيطالى أمبرون وزوجته الفنانة التشيكيلية إميليا.
فيلا “تقلا”
واقعة أخرى شهدتها محافظة الإسكندرية تمثلت فى هدم فيلا “تقلا” التى كانت مملوكة إلى عائلة “بشارة وسليم تقلا مؤسسى جريدة الأهرام” الكائنة بـ510 طريق جمال عبد الناصر “بوكلى” بعد رفعها من مجلد التراث ليصبح المالك حرا فى بيعها أو هدمها وبناء برج سكنى.
وتعود أهمية الفيلا إلى أنها شهدت تأسيس جريدة من أعرق الجرائد المصرية وهى فيلا الأهرام، وقد باءت بالفشل كل المساعى من المهتمين بالتراث للمطالبة بتحويل الفيلا إلى متحف لتاريخ الطباعة والصحافة.
مسرح السلام
تعرض مسرح السلام الفنى بمدينة الإسكندرية للهدم فى منتصف عام 2016، حيث هدم المسرح بالكامل وسط أقاويل بتحويله مكانه لمنتجع سياحى ضخم، ما آثار استياء عدد كبير من سكان المدينة، بينما كان رأى المسئولين أن المسرح متوقف به النشاط الثقافى والفنى منذ سنوات بسبب حالته الإنشائية.
تأسس مسرح السلام عام 1954 فى منطقة سيدى جابر ويعتبره المصريون رمزا للفن لما شهده من عروض ثقافية وفنية مهمة، لكن تواجده على البحر جعله ضحية للعوامل الجوية ليتعرض للانهيار.
حديقة الخالدين
تعرضت حديقة الخالدين بحى محطة الرمل أحد أشهر حدائق المدينة للإزالة بحجة تطوير وتوسعة جراج الخالدين الذى كان يوجد بأسفل الحديقة، نظرا لحالته الإنشائية التى يجعله يسقط فى أى وقت، وسط تأكيدات بعودة الحديقة مرة أخرى من المسئولين بالمحافظة.
وكانت الحديقة تضم تماثيل أثرية لرموز الإسكندرية الكبيرة، منها الموسيقار سيد درويش والزعيمان محمد كريم وعبد الله النديم، بالإضافة إلى تمثال لحسن الإسكندرانى المعروف بأمير البحار، وعرفت أثناء ثورتى 25 يناير و30 يونيو بحديقة الثورة.
ردم مسرح العبد الأثرى بكامب شيزار
جريمة أخرى فى حق الآثار المصرية شهدتها المحافظة بعدما صدر قرار من وزارة الآثار بإخلاء الموقع الأثرى “مسرح العبد” بمنطقة كامب شيزار بالإسكندرية، بحجة تعرض الأبنية المجاورة للخطر نتيجة أعمال الحفر بالمسرح، وأعرب عدد من الأثريين عن استيائهم للقرار لما تمثله تلك المنطقة الأثرية من أهمية تاريخية، بعدما تم استخراج قطع أثرية فريدة منها مصنعة من الألباستر والفخار من العصر الهيلينستى.
وتم اكتشاف المسرح الأثرى فى 2013، ويقع على مساحة 1288 مترًا، وظهرت فيه دفانات من العصر الرومانى وبدايات العصر الهيلينستى يعود إلى عام 323 قبل الميلاد، وتندرج المقبرة تحت قائمة المقابر الشرقية الموجودة على ساحل الإسكندرية.
أما الأبنية التى مهددة بالهدم وعليها العديد من الشائعات حول إزالتها:
عمارة راقودة
فوجئ أهالى مدينة الإسكندرية ببدء هدم عمارة راقودة الأثرية، بحجة بناء فندق مكانها، كونها غير مسجلة بقوائم التراث.
ويرجع تاريخ عمارة راقودة إلى ثلاثينيات القرن الماضى، حيث سكن بها العديد من المشاهير من بينهم المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين، وبعض الفنانين الإيطاليين واليونانيين.
لكن الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية تدخل سريعا، وقرر إيقاف أعمال الهدم التى تتم بعقار راقودة بمنطقة الشاطبى وسط المدينة، موجها وحدة التدخل السريع لإيقاف أعمال الهدم.
فيلا شيكوريل
فى عام 2015 حاول مالك فيلا شيكوريل الأثرية، التى يمتلكها التاجر اليهودى المصرى المعروف شيكوريل وأسرته، هدمها من خلال التلاعب فى الأعمدة الخرسانية لها والعبث بالأساسات الإنشائية للفيلا ليلا، بالرغم من صدور قرار رقم 488 لسنة 2102 من مجلس الوزراء بمنع هدم الفيلا أو المساس بها.
وتم إلقاء القبض على مقاول الهدم الذى حاول تخريب الفيلا وتقرر سجن المهندس المسئول 5 سنوات ودفع كفالة مليون جنيه.