منوعات
فى ذكرى رحيله السابعة.. لماذا لم يفز أنيس منصور بجائزة نوبل رغم ترشيحه؟
“رشحتنى جمعيات أدبية مصرية وغير مصرية لجائزة نوبل، ولم أفز بها ثلاث مرات، ولم يكن من رأيى هذا الترشيح”، هكذا تحدث الكاتب الكبير أنيس منصور عن ترشحه لجائزة نوبل للآداب.
وتمر اليوم الذكرى السابعة على رحيل الأديب والكاتب الكبير، أنيس منصور، إذ رحل عن عالمنا فى 21 أكتوبر عام 2011، عن عمر ناهز حينها 87، ورغم إن الراحل الكبير لم تكن له تجارب كبيرة فى عالم الأدب، إلا إنه كان من ضمن من تمت تذكيتهم من أجل الحصول على جائزة نوبل فى الآداب فى أكثر من مناسبة، لكنه لم يحصل عليها.
وهذا ما ذكره الراحل فى مقال له نشرته جريدة “الشرق الأوسط” السعودية، فى 28 مايو 2009، بعنوان “وحشرت نفسى بينهم!”، قائلا: رشحتنى جمعيات أدبية مصرية وغير مصرية لجائزة نوبل. ولم أفز بها ثلاث مرات. ولم يكن من رأيى هذا الترشيح. فمن المؤكد ألا يحصل عليها مصرى أو عربى قبل عشرين سنة، ولكن لم أعترض. وإن كنت أعرف النتيجة مقدما”.
وتابع: وحشرت نفسى بين الذين كانوا يستحقونها ولم يفوزوا بها: تولستوى وجوركى وتشيخوف وموم وبروست وابسن وفرويد وبرشت والشعراء رلكه وفاليرى ودانسيو والفيلسوف كروتشه والأديب الإيطالى مورافيا واليونانى كازانتزاكس.
ويبدو أن الأديب الكبير كانت له أسباب المنطقية، لعدم حصوله على هذه الجائزة الرفيعة، وهو ما ذكره الكاتب عاصم بكرى، فى كتابه ” أنيس منصور كما لم يعرفه أحد: سير وتراجم”، مشيرا إلى أن الكاتب الراحل حين سأل نفسه لماذا لم يأخذ نوبل، كانت إجابته واضحة منطقية، بأنه من المستحيل أن يأخذها لأنه لم يتخصص أبدا فى مجال أدبى، فهو تارة يكتب أدب الرحلات مثل “200 يوم حول العالم”، وتارة يكتب فن المقال، ثم يكتب تجربة خاصة فريدة فى السيرة الذاتية مثل “كانت لنا أيام فى صالون العقاد”، ثم يكتب مسرحية أو اثنتين، ثم يترجم قصصا ومسرحيات، يكتب فقط لكى يقرأ أكبر عدد من القراء وبالفعل قد قرأ له أكبر عدد من القراء فى العالم العربى، بشهادات الناشرين والموزعين، حدث هذا لكن فى المقابل لم يكن يمكنه الفوز بجائزة نوبل.
وكان الأديب الكبير نجيب محفوظ، المصرى والعربى الوحيد الذى حصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1988، قد تحدث عن ترشيح بعض الكتاب المصريين للجائزة، ال نجيب فى حديثه للناقد الكبير رجاء النقاش، نشر فى كتاب “صفحات من مذكرات نجيب محفوظ”، قائلا: هناك ملاحظة يجب الالتفات إليها وهى أن بعض الناس يقعون فى سوء فهم نتيجة لعدم معرفتهم بالفرق بين التزكية والترشيح لجائزة نوبل، فالتزكية تأتى بناء على توصية من الجامعات، فجامعة الإسكندرية مثلا زكت الدكتور طه حسين، واللجنة السياسية زكت توفيق الحكيم، وهذه التزكية ليست سرا، وهى أمر معلن ومعروف للجميع وبناء على هذه التزكية فإن لجنة نوبل، تقوم بترشيح عدد من الأسماء بعد أن تسأل مجموعة من المتخصصين وتطلب من كل واحد كتابة تقرير علمى عن أديب معين، وهؤلاء المتخصصون أقسموا على عدم إفشاء أسرار الترشيح حفاظا على كرامة الأدباء.