منوعات
4 روايات تخلد سيرة المناضل الأمير عبد القادر الجزائرى فى ذكرى ميلاده
تمر اليوم الذكرى الـ211، على ميلاد المناضل الجزائرى الكبير الأمير عبد القادر الجزائرى، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، إذ ولد فى 3 سبتمبر عام 1808م. والأمير عبد القادر ابن محى الدين المعروف بـ عبد القادر الجزائرى هو كاتب وشاعر وفيلسوف وسياسى ومحارب، اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسى للجزائر، رائد سياسى وعسكرى مقاوم قاد (جيش أفريقيا) خمسة عشر عاما أثناء غزو فرنسا للجزائر، هو أيضا مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسى، خاض معارك ضد الاحتلال الفرنسى للدفاع عن الوطن وبعدها نفى إلى دمشق وتوفى فيها يوم 26 مايو 1883. تناول سيرة المناضل الجزائرى الراحل العديد من الكتب والدراسات التاريخية، كما كان لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة حضورا فى بعض الروايات الأدبية، وهو ما نلقى عليه الضوء خلال التقرير التالى:
رواية “ليلة الأمير الأخيرة”
تروى هذه الملحمة التى انطلقت فى القرن التاسع عشر، وبطلها الأمير عبد القادر الجزائرى، قائد المقاومة ضد الاستعمار الفرنسى، والشاعر الصوفى وعاشق الكتب، والقارئ الذى يحمل مكتبته فى حله وترحاله، وصاحب العقل المتفتح الحداثى، الذى ألهم بحياته وأعماله فنانى القرن التاسع عشر، فكتبت حوله الروايات والقصائد الشعرية وكتب التاريخ واللوحات الفنية. يذكر الروائى أن محيى الدين ربى ابنه عبد القادر تربية إسلامية صحيحة، فشب متمسكاً بالإسلام عقيدة وسلوكاً، ملتزماً بقيم الإسلام، دين التسامح ونبذ العنف مهما كان نوعه، وأنه لم يكن قائداً عسكرياً مقاوماً للاستعمار الفرنسى فحسب، لكنه كان عالماً متسامحاً حداثياً متفتحاً، وعاشقاً للكتب والقراءة، يصر فى تنقلاته وأسفاره فى الأيام الصاحية أو العاصفة على حمل مخطوطاته وأرشيفه ومكتبته الغنية “كنزه الصغير” التى تتكون من خمسة آلاف عنوان.
رواية عبد القادر
هى رواية للكاتب والمستعرب الفرنسى لوييك باريير، تنطلق أحداث الرواية بالفصل الدموى الذى يقع فى بداية الحملة العسكرية الفرنسية على الجزائر، أى المذبحة التى ارتكبها الجيش الفرنسى فى حق قبيلة العوفية عام 1832م، ثم تعبر معظم المحطات المهمة من نضال الأمير عبد القادر ضد الاستعمار، قبل أن تقفز فى النهاية إلى مرحلة منفاه فى دمشق، مهملة السنوات الخمس التى أمضاها أسيراً فى فرنسا. يقرأ باريير فى روايته حملة فرنسا العسكرية على الجزائر من خلال مختلف مراحل مقاومة الأمير عبد القادر لها، واضعاً تأملاته فيها على لسان الفتى رشيد الذى سيكبر فى كنف أميره، ويتعلّم منه الكثير نظراً إلى تشاركهما التطلّعات نفسها.
“كتاب الأمير: مسالك أبواب الحديد”
كتاب الأمير مسالك أبواب الحديد هو أول رواية عن الأمير عبد القادر، لا تقول التاريخ لأنه ليس هاجسها، لا تتقصى الأحداث والوقائع لاختبارها، فليس ذلك من مهامها الأساسية، تستند فقط على المادة التاريخية، وتدفع بها إلى قول ما لا يستطيع التاريخ قوله. تستمع إلى أنين الناس وأفراحهم وإنكساراتهم، إلى وقع خطى مونسينيور ديبوش، قس الجزائر الكبير، وهو يركض باستماتة بين غرفة الشعب بباريس وبيته للدفاع عن الأمير السجين بأمبواز، رواية كتاب الأمير، فوق كل هذا، درس فى حوار الحضارات ومحاورة كبيرة بين المسيحية والإسلام، بين الأمير من جهة ومونسنيور ديبوش من جهة ثانية.
ثائر من الجزائر
يرسم المؤلف فى هذه الرواية، بطريقة حوارية جذابة، مرحلة واقعية من تاريخ الجزائر، تجعل القارئ يعيش مع شخصيات الرواية، أبطال ثورة الجزائر، التى امتدت عشرات السنين، والتى كان عبد القادر الجزائرى، موقدها ومحركها، وشكل منارة لمن عاصره، ولمن اتبعه وسار على نهجه، حتى حققت الجزائر استقلالها. ومعظم شخصيات هذه الرواية التاريخية هم شخصيات حقيقية، وكذلك المناطق الواردة أسماؤها فيها. وقد كتبت بالطريقة التى تلفظ فيها تلك المناطق بإطار فنى يضفى على الحوار جاذبية متميِّزة، ويعطى الرواية نكهة جمالية، قد لا نجدها فى مثيلاتها من الروايات التاريخية.
(المصري اليوم)